يسعدنا ان نقدم لكم اليوم قصة من قصص التراث الهندية الشعبية قصة ” سهم النهار ” فهي من القصص التي تحكي للاطفال وقد يحبها ويقرؤها الكبار نترككم لقراءة القصة واحداثها المثيرة وللمزيد من قصص التراث وقصص الاطفال والقصص الوطنية للاطفال والكبار وبعض القصائد الوطنية للشاعر المصري ” هشام الجخ ” والشاعر التونسي ” انيس شوشان “: نرجوا زيارة موقعنا الرسمي ” لحظات ”
في سنة 199x اندلعت حرب نووية دمرت معظم أنحاء الكرة الأرضية، وانعدمت الحياة تقريباً على سطح الأرض، فماتت النباتات وجفت المياه في المحيطات، لتصير الأرض صحراء لا حياة فيها، وصار الطعام والماء، العملة الوحيدة للشراء، فلم تعد هناك قيمة للمال.
وفي هذا العالم المضطرب، سيطرت عصابات كبيرة على ما تبقى من حياة، بما في ذلك البشر أنفسهم، وصار قادة هذه العصابات حكاماً للبلاد التي يسيطرون عليها بالقوة.
تبدأ رحلة سيف النار في القصة، عندما تتعرض له مجموعة من رجال (زد) أحد قادة العصابات، فيقتلهم بأسلوب غريب، إذ يموتون بانفجار أجسامهم بعد فترة من تعرضهم لهجومه.
وفيما يكمل بحثه عن الماء، يقع في الأسر على يد قوة حراسة القرية، ويوضع في السجن مع لص اسمه باتو، وتكون في حراسة السجن فتاة يتيمة اسمها لين، تحضر له ماء وطعام.
يخبر باتو سيف النار، أن لين لا تستطيع أن تتكلم، لأنها تعرضت إلى صدمة نفسية قوية، عندما رأت مقتل أبويها أمام عينيها, فيطبق سيف عليها علاجاً من فن نجم الشمال ويتركها.
تتعرض القرية بعد قليل لهجوم عصابة زد، فيأتي رجل ليخبر لين أن عليها أن تقاتل أيضاً، فتذهب وتترك المفتاح أمام باب الزنزانة, فيقول باتو إن لين ستُقْتَل لأن زد لا يفرق بين رجل وامرأة وشيخ, فينطلق سيف النار إلى ساحة السجن بعد أن حطم بابه، وهناك تتكلم لين وهي على وشك أن تموت في يد (زد).
يقاتل سيف النار زد ويقضي عليه وعلى رجاله بأسلوب فن نجم الشمال, ويترك سيف النار القرية خوفاً على أهلها، فيتبعه كل من باتو ولين، ويرافقاه في رحلة البحث عن (شين) الملك الذي تتبع له عصابات كثيرة بما فيها عصابة زد.
مفهوم قصه سهم النار
انت عيني التي أري بها الدنيا، يا سهم النهار .. هذا ما كانت تقوله الجدة العجوز لحفيدها الهندي الأحمر، وكان يبلغ العاشرة من عمره وهو يسير أمامها وقد امسك بيده طرف عصا قصيرة وتقبض الجدة علي طرفها الآخر ويمضيان معاً مترابطين الي كل مكان ترغب الجدة في الذهاب إليه .
كانت الجدة والحفيد يعيشان فوق قمة جبل عال ينزل منه الصغير حاملاً قربة صنعتها العجوز من جلد عنزة ويلمؤها بالماء مع كل صباح، ثم يقوم بتنظيف الكوخ الذي يسكنانه وعندما تصحو الجدة من النوم يقدم لها طعام الإفطار ويسوي فراشها المتواضع وهو لا يزيد علي ان يكون جلد شاة او خروف ويسأل الصغير جدته : هل سنذهب اليوم للرجل ذي الوجهين ؟ ترد الجدة : عيب يا سهم النهار ان تسميه هكذا، انه الطيب، فيرد الطفل : الهنود يرون كل رجل ابيض انساناً ذا وجهين، فتقول الجدة : لن نذهب إليه اليوم، لم انته بعد من نسج السجادة واريد منك زهوراً لتلوينها وابتعد عن الشجر الذي بني النحل فيه خلاياه .
ويمضي سهم النهار يقطف الازهار بعد ان يختارها بكل دقة ويعين الجدة كعينيها لكي تحسن صياغتها وكانت الجدة تخرج من بين يديها قطعة فنية بالغة الروعه والجمال وتذهل الرجل الابيض الذي يشتريها منها، وكان سهم النهار كثيراً ما يردد علي مسامع جدته : ألا تتعبين من الجلوس هكذا إلي النول ليل نهار ؟ فتقول الجدة : من أين لنا بطعامنا من غير هذا ؟ فيسألها سهم النهار من جديد : ومتي تنتهين من هذه السجادة التي في يدك ؟ تجيب الجدة : غداً نمضي لكي نبيعها للرجل الابيض، فيسال الطفل : ارجو ألا يبخسنا سعرها، هل هو طيب يا جدتي ؟ فتقول الجدة : لقد أساء الينا كثيراً وستراه بنفسك لتحكم عليه، قال الطفل : اهلنا لن يسامحوه علي ما اركبته في حقنا ! تتنهد العجوز وتواصل عملها في اتقان ودأت وبين حين وآخر تلجأ للحفيد تسأله : ماذا تري في ألوانها ؟ فيجيب : انت تصنعين اروع سجاد في الدنيا يا جدتي، نعم انت فاقدة البصر لكن لك بصير نافذة، تدلك اصابعك علي ما تستخدمينه منها وتتفوقين في ذلك علي من يبصرون .
ركب سهم النهار البغل مع جدته وحملا السجادة وباعاها بالثمن الذي فرضه الرجل الابيض وكانت تساوي ما هو اكثر لكنهما قبلا ما عرضه وعادا للبيت، وقد لاحظ سهم النهار ان الحرام الذي تضعه جدته علي كتفيها ليقيها من البرد قد اصبح بالياً وممزقاً، لذلك قرر ان يدخر ليشتري لها حراماً جديداً، وعندما اصبح لديه ثمنه ركب البغل ومضي الي متجر الرحل الابيض إلا ان صاحب المتجر وجد ان ما ادخره سهم النهار لا يكفي فأخذ منه البغل مقابل الحرام، ولم يجد الصغير سبيلاً للعودة الي بيته غير السير علي قدميه لمسافة طويلة في جو شديد البرودة وقد اغمى عليه خلال ذلك وافاق ليجد نفسه وبجانبه الرجل الابيض يقول : هرب البغل مني وعثرت عليك خلال بحثي عنه .
وعندما عاد سهم النهار الي البيت وضع الحرام فوق كتفي جدته وهو يشعر بكسل الدفء يسري فيه بجانب جدته، وعندما سمع ما يشبه الدقات علي باب البيت سارع ليفتح وإذا به امام مفاجأة مذهلة لقد عاد البغل الي الدار رافضاً ان يعمل في خدمة ذلك الانسان الابيض !