أين تقع مدينة نينوى

أين تقع مدينة نينوى من علي موقع لحظات نينوى هي مدينة آشورية ضاربة جذورها في التاريخ أنشأها سين أحي إريبا قبل ثمانية قرون من ميلاد المسيح -عليه السلام، وقد كانت تقع على ضفة نهر دجلة الشرقية إلى الجنوب من مدينة الموصل، وقد بنيت على شكل قلعتين على تلتين، حملت التلة الأولى (الشمالية) اسم تلة قونيج، فيما حملت التلة الثانية اسم النبي يوني. تحتوي نينوى على العديد من المعالم كقصر آشور أحي يدينا، وقصر آشور باني أبلي، بالإضافة إلى المكتبة الخاصة به، كما وتتضمن هذه المدينة معبد عشتار الإلهة والتي كانت لها قدسية عالية لدى الآشوريين، إذ كانوا يعتبرونها إلهة النار والحب، وقد أتى المد البابلي على هذه المدينة ودمرها كاملة في العام ستمئة واثني عشر قبل الميلاد، إلا أنه تم إعمارها من جديد على ضفة دجلة الغربية، إذ انتقل أهلها إليها بشكل تدريجي للهجرة، ولا تزال إلى يومنا هذا أطلالها باقية إلى الشرق من الموصل.

نينوى

نينوى هي محافظة تقع إلى الشمال من الجمهوريّة العراقية، ويطلق عليها اسم محافظة الموصل، تعود نشأة المدينة إلى الألفية الخامسة قبل الميلاد، ونظراً لطبيعتها الزراعية، فقد استوطنها الإنسان القديم، ومن ثمّ سكنها الأشوريون حيث اتخذوا منها عاصمةً لهم.

كانت نينوى والمناطق المحيطة بها مأهولة بالأشوريين، الّذين تركوا خلفهم حضارةً لا يُستهان بها ما زالت آثارها ماثلة حتى يومنا هذا، اعتنق الأشوريين المسيحيّة؛ حيث عُدت نينوى بلاداً للمدارس اللاهوتيّة والرهبان، وكانت مقصداً للدارسين والباحثين عن نور السيد المسيح عليه السلام، فكانت نينوى مسقط رأس العديد من القديسين كـ (مار ميخائيل، ومار إسحق النينوي) وغيرهم.

سقطت المدينة تحت السيطرة حكم الساسانيّة، الذي دام طويلاً وجرّدها من هويتها الآشورية، وجرّ المدينة للفقر، فقام السكان بالانتقال إلى الضفة الأخرى من نهر دجلة التي تُعدّ الأكثر أماناً لوقوعها على مرتفعٍ، وأطلق عليها الموصل بعد الفتح الإسلامي لها.

الأسماء التي أطلقت على المدينة

قام العرب القادمين من بلاد شبه الجزيرة العربية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، بفتح مدينة نينوى بقيادة القائد (ربعي بن الأفكل)؛ حيث أسقطوا الساسانيين فيها، وأطلقوا عليها اسم الموصل لأنها كانت تصل بين بلاد الشام وخورستان (بلاد الشمس) بالكردية، كما أطلق العرب عليها اسم (الحدباء) لوجود منارة منحنية للمسجد الكبير، وكذلك لتحدّب مسار نهر دجلة الذي يَعبُر فيها، كما تمّ إطلاق اسم (أم الربيعين) عليها لأن الخريف فيها كان كالربيع بالإضافة للربيع.

موقع مدينة نينوى ومناخها

تقع نينوى في شمال غرب العراق، على الحدود السورية التي تقع إلى غرب المدينة، تبلغ مساحة المحافظة 32.308 كيلو متر مربّع.

تتميّز المدينة بظروف مناخية متميزة؛ حيث تمتاز بطول فترة الربيع فيها الذي يقطعها إلى فترتين، فترة الخريف الربيعي وفترة الربيع، ويختلف مناخ المنطقة باختلاف تضاريسها؛ حيث تتميّز المنطقة بتنوع تضاريسها، يخترقها نهر دجلة من الشمال للجنوب بشكلٍ متموج حيث يقسم المحافظة إلى قسمين، وتقسم تضاريس المحافظة إلى المنطقة المتموجة والهضاب والتلال، ومنطقة الجبل .

يقام في المحافظة مهرجانٌ سنوي يُسمّى مهرجان الربيع، الذي يحتفل فيه سكان المحافظة بقدوم الربيع، ويصادف المهرجان الـ 15 من نيسان في كل عام.

أهم معالم مدينة نينوى

من أهمّ معالم المحافظة، جامع النبي يونس (يونان)، والذي قد تمّ بناؤه فوق كنيسة القديس يونان على التلة ذاتها، كما يوجد بها جامع (الخضر) الذي قام بمرافقة النبي موسى، كما ويوجد في المدينة الجامع الكبير، الذي يحتوي المنارة الحدباء وجامع النبي جرجيس، وأيضاً جامع النبي شيت الذي تمّ اكتشافه عام 1057هجرياً، وبها مدينة الحضر ونينوى الأثريتان.

كذلك توجد في المحافظة قلعة باشطابيا التي بنيت في عهد (النمرود) بدر الدين لؤلؤ، كما توجد بها المكتبة الأشوريّة والعديد من المواقع التاريخية الإسلاميّة .

مساحتها ومناخها

تقدر مساحة محافظة نينوى اليوم بحوالي اثنين وثلاثين ألف كيلو متر مربع تقريباً، أما مناخها فممتاز جداً، إذ إنها تمتاز دوناً عن مناطق العراق الأخرى بطول فصلي الخريف والربيع فيها، مما جعل الناس يطلقون عليها اسم أم الربعين، هذا ويختلف المناخ على مستوى المحافظة نفسها تبعاً لاختلاف التضاريس السطحية لها، إذ تتراوح درجات الحرارة خلال فصل الشتاء بين حوالي خمس درجات تحت الصفر، وبين ثماني درجات، أما في فصل الصيف فتتراوح درجات الحرارة بين الأربعين مئوية وبين الخمسين مئوية.

المعالم السياحية فيها

يمر نهر دجلة من هذه المحافظة وهذا من المميزات الجغرافية التي تميزت بها هذه المنطقة عما سواها، هذا وتنقسم التضاريس في محافظة نينوى إلى أقسام رئيسية ثلاثة هي: الهضاب، والمنطقة المتموجة، والمنطقة الجبلية، وتحتوي محافظة نينوى على العديد من المعالم الأثرية والسياحية الهامة والرئيسية ولعلَّ أشهرها آثار آشور، ونمرود، ونينوى، والموصل القديمة، والحضر، ومرقد النبي يونس، والنبي دانيال، والنبي جرجيس، ومراقد للأئمة المسلمين، بالإضافة إلى العديد من الكنائس والأديرة المختلفة كدير مار كوركيس، ودير مار إيليا، ودير الشيخ متى وكل ذلك جعلها مقصداً سياحياً ودينياً هاماً جداً، ومما زاد من أهميتها أيضاً الطبيعة الخلابة التي تمتاز بها، بالإضافة إلى إقامة مهرجان الربيع فيها في فصل الربيع، والذي يقام احتفالاً بقدوم هذا الفصل الجميل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top