شروط سجود التلاوة

القراءن الكريم هو كلام الله عز وجل الذي نعمل به وبه تكون صلاتنا  وبالعمل بآياتة الكريمة يكون صلاح  ولتلاوة كتاب الله عز وجل فضل كبير فان لكل حرف يقرأه المسلم له به حسنة  والحسنة بعشرة أمثالها كما في الحديث الذي رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف .)) – رواه الترمذي وسنتحدث في هذة المقالة بالتفصل عن شروط سجدة التلاوة وفضلها وأحكامها .

تعريف سجدة التلاوة

سجود التلاوة أو سجدة التلاوة هو: السجود الذي يكون في الصلاة دون السجود خلال الركعة، بل عند قراءة آية فيها سجود في القرآن الكريم (وهي: 15 آية سجدة)، ويكون سجدة واحدة ثم يعود المصلي إلى حال القيام لإكمال القراءة من الآيات، وإكمال الصلاة إذا كانت الآية التي بها السجود أثناء الصلاة، أما إذا كانت فقط أثناء تلاوة القرآن فيكون السجود سجدة واحدة فقط.

 

ثبتت مشروعية سجود التلاوة بالسُنَّة: فعن ابنِ مسعودٍ – رضي الله عنه – أنَّ النبيَّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – قرأ: ﴿ وَالنَّجْمِ ﴾ فسجد فيها، وسجدَ مَن كانَ معه.

 

هذا إذا كان يتلو القرآن خارج الصلاة وَمَرَّ أثناء تلاوته بسجدة تلاوة، وكذلك يُشرَعُ السُّجودُ للتِّلاوة في الصلاة:

فعن أبي رافعٍ قال: صلَّيتُ مع أبي هريرةَ العَتَمة فقرأَ: ِ﴿ إذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ﴾ [الانشقاق: 1]، فسجد فيها، فقلتُ: ما هذه؟ فقال: سجدتُ بها خلف أبي القاسِمِ – صلَّى الله عليه وسلَّم -، فما أزالُ أسجدُ فيها حتَّى ألقاه. هذا وقد ذهب جمهورُ العلماءِ إلى مشروعيَّة سجود التلاوة في الصلاة السِّريَّة والجهريَّة (سواء صلاة الفريضةِ أو النَّافلة، وهذا هو الراجح، إلا أنه في صلاة الجماعة السِرِّيَّة يُخشَى مِن حدوث بلبلة للمأمومين، بسبب هذا السجود المُفاجئ للإمام، إلا لو نَبَّهَ الإمام على المأمومين قبل الصلاة أنَّ هناك سجدة تلاوة أثناء الصلاة.

ما هو فضل سجدة التلاوة

قال رسولُ اللهِ – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا قرأ ابنُ آدمَ السَّجدةَ فسجد، اعتزلَ الشَّيطانُ يبكي، يقولُ: يا وَيْلَهُ، أُمِرَ بالسُّجودِ فسجَدَ؛ فله الجنَّةُ، وأُمِرْتُ بالسُّجود فعصيْتُ؛ فلِيَ النَّار)).

تنبيه

الحُكم السَّابق فيمَن تلا آيةً بها سجدةٌ مِنْ كتابِ الله عزَّ وجلَّ، ولكِنْ ما حُكْمُ مَن استمعَ إليها ولَم يَكُنْ تاليًا؟

قال ابنُ بطَّالٍ: «أجْمَعوا على أنَّ القارئَ إذا سجد، لزِمَ المستمعُ أن يسجُدَ»[5]، أي: إنَّ المستمعَ مؤتَمٌّ بالقارئِ، فلا يُشرَعُ له السُّجودُ إلا إذا سجد القارئُ.

الذِّكْر والدُّعاء في سجود التِّلاوة

عن عائشةَ – رضي الله عنها قالت: كانَ رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقولُ في سجودِ القُرآنِ: ((سجدَ وجهي للَّذي خلقَه، وشقَّ سمعَه وبصرَه بحولِهِ وقوَّتِه، فتبارَكَ اللهُ أحسنُ الخالِقين))، ويجوز أيضاَ أن يقول فيها: (سبحان ربي الأعلى)، كما في سجود الصلاة.

شروط سجدة التلاوة

1- الطهارة من الحدث والخبث :

ذهب الفقهاء إلى أنه يشترط لصحة سجود التلاوة الطهارة من الحدث والخبث في البدن والثوب والمكان ; لكون سجود التلاوة صلاة أو جزءا من الصلاة أو في معنى الصلاة , فيشترط لصحته الطهارة التي شرطت لصحة الصلاة , والتي لا تقبل الصلاة إلا بها , لما روى عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تقبل صلاة بغير طهور } فيدخل في عمومه سجود التلاوة .

 

وقال ابن قدامة : يشترط لسجود التلاوة ما يشترط لصلاة النافلة من الطهارتين من الحدث والنجس . . . ولا نعلم فيه خلافا إلا ما روي عن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه في الحائض تسمع السجدة : تومئ برأسها , وبه قال سعيد بن المسيب قال : ويقول : اللهم لك سجدت , وعن الشعبي فيمن سمع السجدة على غير وضوء : يسجد حيث كان وجهه .

 

وقال القرطبي : لا خلاف في أن سجود القرآن يحتاج إلى ما تحتاج إليه الصلاة من طهارة حدث ونجس . . إلا ما ذكر البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه كان يسجد على غير طهارة . وذكره ابن المنذر عن الشعبي .

 

وعند المالكية في اشتراط الطهارة لسجود التلاوة خلاف ، قال أبو العباس : والذي تبين لي أن سجود التلاوة واجب مطلقا في الصلاة وغيرها . وهو رواية عن أحمد , ومذهب طائفة من العلماء , ولا يشرع فيه تحريم ولا تحليل .

هذا هو السنة المعروفة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعليها عامة السلف .

وعلى هذا فليس هو صلاة .

فلا يشترط له شروط الصلاة .

بل يجوز على غير طهارة .

كان ابن عمر يسجد على غير طهارة .

واختارها البخاري لكن السجود بشروط الصلاة أفضل , ولا ينبغي أن يخل بذلك إلا لعذر .

فالسجود بلا طهارة خير من الإخلال به , لكن قد يقال : إنه لا يجب في هذه الحال كما لا يجب على السامع إذا لم يسجد قارئ السجود .

وإن كان ذلك السجود جائزا عند جمهور العلماء .

2- ستر العورة واستقبال القبلة والنية :

وأما ستر العورة واستقبال القبلة والنية فهي شروط لصحة سجود التلاوة ، على أن الشافعية اعتبروا النية ركنا .

3- دخول وقت السجود :

يشترط لصحة سجود التلاوة دخول وقت السجود , ويحصل ذلك عند جمهور الفقهاء بقراءة جميع آية السجدة أو سماعها , فلو سجد قبل الانتهاء إلى آخر الآية ولو بحرف واحد لم يصح السجود ; لأنه يكون قد سجد قبل دخول وقت السجود فلا يصح , كما لا تصح الصلاة قبل دخول وقتها .

 

واختلف الحنفية فيما يجب به سجود التلاوة , فقالوا : يجب سجود التلاوة بسبب تلاوة آية , أي أكثرها مع حرف السجدة . وعقب ابن عابدين على ذلك بقوله : هذا خلاف الصحيح الذي جزم به في نور الإيضاح ( أحد كتب الحنفية ) .

 

4- الكف عن مفسدات الصلاة :

يشترط لصحة سجود التلاوة الكف عن كل ما يفسد الصلاة من قول أو فعل ; لأن سجود التلاوة صلاة أو في معنى الصلاة .

 

5- ما اشترطه الشافعية من كون القراءة مقصودة ومشروعة , وعدم الفصل الطويل بين قراءة آخر آية السجدة والسجود .

 

6- ما ذهب إليه الحنابلة من أنه يشترط لسجود المستمع أن يكون القارئ ممن يصلح أن يكون إماما له , وأن يسجد القارئ .

حكم سجود التلاوة لمن لم يكن على طهارة

السنة لمن مر بآية السجدة في حال قراءته أن يسجد تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بين أصحابه

فإذا مر بآية فيها سجدة سجد، وسجدوا معه. والسنة استقبال القبلة إذا تيسر ذلك، وسجدة التلاوة ليست مثل الصلاة، بل هي خضوع لله وتأس برسوله صلى الله عليه وسلم، فلا يشترط لها شروط الصلاة، لعدم الدليل على ذلك، ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن في مجلسه بين أصحابه فإذا مر بآية السجدة سجد وسجدوا معه، ولم يقل لهم لا يسجد إلا من كان على طهارة.

 

والمجالس تجمع من هو على طهارة، ومن هو على غير طهارة، فلو كانت الطهارة شرطاً لنبههم النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أفصح الناس، وقد أمره الله بالبلاغ، ولو كانت الطهارة شرطاً في سجود التلاوة لأبلغهم بذلك رضي الله عنهم، ولو بلغهم لنقلوا ذلك لمن بعدهم

كما نقلوا عنه سيرته وأحاديثه عليه الصلاة والسلام، فإذا كان القارئ في الطائرة، أو السيارة، أو الباخرة، أو على دابة في السفر فإنه يسجد إلى جهة سيره، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك في أسفاره في صلاة النافلة.

 

وإن تيسر له استقبال القبلة حال صلاة النافلة عند الإحرام، ثم يتجه إلى جهة سيره، فذلك أفضل؛ لأنه ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث. والله ولي التوفيق.

كيف تؤدي سجدة التلاوة

وسجود التلاوة هيئته كهيئة السجود أثناء الصلاة ، حيث أنّه يكون على سبعة أعظم ويقول فيها المسلم أثناء سجوده : ((سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي )) ، وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول في السجدة مراراً : (( سجد وجهي للذي خلَقه وشقّ سمعهُ وبصَرَه ، بحوله وقوّته )) .

 

وعن عليّ رضي الله عنه أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم كان إذا سجد قال : (( اللهم لك سجدت ، وبكَ آمنت ، ولكَ أسلمت ، أنت ربّي ، سجد وجهي للذي شقَّ سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين )) .

 

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : كنت عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأتاه رجل فقال : إنّي رأيت البارحة فيما يرى النائم ، كأنّي أصلّي إلى أصل شجرة ، فقرأت السجدة فسجدتُ ، فسجدت الشجرة لسجودي .

 

فسمعتُها تقول : اللهم احطط عني بها وزرا ، واكتب لي بها اجرا ، واجعلها لي عندك ذخرا .

 

قال ابن عبّاس : فرأيت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قرأ السجدة فسجد فسمعته يقول في سجوده مثل الذي أخبره الرجل عن قول الشجرة .

 

نتمني لكم مشاهدة طيبة ولكل ما هو جديد ومختلف زورو موقع لحظات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top