كيف تعامل شخصاً يستفزك جميعنا نقابل كل يوميا عدد كبير من الاشخاص فيوجد الشخص الايجابي والشخص السالبي والشخص الهادء والشخص المستفز وهو الشخص الذي يسير غضبك ويُعكر مزاجَنا لذلك نبدأ برصد أفكار للتعامل مع هذه الشخصيات حتى لا تُؤثر علينا فيما بعد.
نبذة عن الإستفزاز ،و أسبابه
يعتبر من السلوكيات التي يعتمد عليها عدد معين من الأفراد من أجل تحقيق أهداف محددة إما إثارة حماس شخص ما ،و تشجيعه على القيام بشيء ما أو إما أنه يرغب في مضايقته و هناك من يتعامل مع هؤلاء الأشخاص بحذر شديد ،و يمتنع عن الرد عليه ليس ضعفاً منه ،و لكنه لا يرغب في اهدار وقته ،و هناك فئة آخرى تقوم بتحضير الردود القوية ،و تدخل في خلافات مع هذا الشخص و تتعدد الأسباب التي تدفع شخص ما للإعتماد على أسلوب الإستفزاز في التعامل مع شخص آخر من بينها ما يلي :-
– توتر العلاقة بين الطرفين ،و وجود الكثير من الخلافات ،و المشكلات بينها ،و هذا ما دفع أحد الأشخاص لإتباع أسلوب غير مستحب من أجل مضايقة الطرف الآخر و إثارة غضبه .
– معاناة الشخص الذي يحاول اتستفزاز الآخرين من مشكلات نفسية قد تكون نتيجة لنشأته في بيئة غير صالحة ،و معاناته من الكثير مت الأزمات ،و في كثير من الأحيان يلجأ لهذا الأسلوب لكي يثير اهتمام الآخرين به .
تعريف الشخصية المستفزة في علم النفس
هي الشخصية التي يهدف منها صاحبها إلى إثارة شيء ما في نفس الطرف الآخر قولاً أو فعلاً، فهو يعلم الأشياء التي تهيج وتزيد من عصبية الشخص الذي أمامه، فيبدأ بفعل هذه الأشياء عن قصد، وهذا يعود لحالة سلوكية سلبية بداخله، فقد يكون صاحب الشخصية المستفزة يفتقر إلى الثقة بالنفس فيلجأ لهذا الأسلوب للفت الانتباه، أو لإثبات تميزه، وقد يكون الاستفزاز بشكل عفوي غير مقصود.
كيف يمكن التعامل مع الشخص المستفز
يوجد مجموعة من الطرق التي يمكن الإعتماد عليها للتعامل مع هذا الشخص ،و من أبرز هذه الطرق ما يلي :-
* يفضل تجنب الجلوس مع هذا الشخص ،و ذلك ليحمي نفسه من الأذى ،و الخلافات .
* يجب أن يحافظ الفرد على تعبيرات وجهه ،و يحافظ على هدوء أعصابه ،و لا يظهر غضبه أو إنفعاله أمام هذا الشخص حتى لا يشعر بأنه نجح في تحقيق ما يريد .
* التحدث معه بهدوء ،و التبسم في وجهه ،و ذلك لكي يتأكد أن ما يقوم به غير مهم بالنسبة لك .
* من الضروري أن يدرك الفرد أهمية الوقت ،و ضرورة استغلاله في التفكير لتحقيق أهدافه ،و الوصول إلى ما يريد ،و ليس بالتفكير في خلافاته مع هذا الشخص ،و يجب أن يتأكد أن نجاحه أكبر خسارة لهذا الشخص .
* يفضل تجاهل هذا الشخص ،و عدم التحدث معه ،و بالطبع سيكون للتجاهل ،و الإلتزام بالصمت أثر فعال في إثارة غضبه .
* الابتعاد عن الانفعال ،و الرد عليه بالإساليب الإستفزازية حتى لا تزداد الخلافات و المشكلات مع هذا الشخص .
* على الفرد أن يكون واثقاً بنفسه ،و في قدراته و ذلك حتى لا يترك الفرصة لهذا الشخص ليحقق أهدافه ،و ينتصر عليه .
* يمكن أن يقوم الفرد بتقديم النصح،و الإرشاد لهذا الشخص ،و عليه ألا يتعامل معه بسوء بل يلتزم بحسن الخلق .
* يجب أن يتعلم الفرد كيف يرد على هؤلاء الأشخاص بأسلوب مميز .
* استشارة أحد الأصدقاء المقربين أو الأقارب للتعرف على الطرق المناسبة التي يمكن التعامل بها مع مثل هؤلاء الأشخاص
* من الضروري أن يحرص الفرد على اتباع نمط حياة مميز ،و ذلك ليحافظ على سعادته ،و استقراره ،و يتنب كل ما يؤثر بالسلب على حالته النفسيه فمثلاً يخرج للإستماع بالطبيعة الخلابة أو يحرص على الخروج برفقة أصدقائه أو غير ذلك ،و لا يسمح لأحد أن يؤثر على حياته ،و يضر بمصلحته .
فن التعامل مع الشخصية المستفزة
نحن ندرس ملامح هذه الشخصية، لكي نتعرف على كيفية التعامل معها، ولا نتعصب عند التعامل معها، وإيقافها عند حدها، فعند التعامل مع هذه الشخصية الصعبة يجب التعامل معها بطريقة صحيحة، فكما نعلم أن لكل فعل رد فعل معاكس، فنحن يجب أن نستخدم فنون الرد الأنسب، وينقسم معظم الناس عند التعامل مع هذه الشخصية إلى قسمين:
القسم الأول: يقابل هذه الشخصية بشكل استفزازي، ويقوم بالرد عليه بصورةٍ أغلظ، وذلك لتفاد الأذى الذي تعرض له بسبب هذه الشخصية، وهذا النوع من التعامل يزيد المشاحنة، ووكذلك يزيد الإثارة والعصبية أمامه، وهذا ما يسعى إليه هذا الشخص، ألا وهو تعكير مزاجك، وإتلاف أعصابك، وعندها يشعر بالسعادة، وبأنه انتصر في المواجهة التي بينك وبيته.
القسم الثاني: يتجنب هذه الشخصية، لا يعطي له أي اعتبار، ويحاول الابتعاد عنه، وهذا أيضاً يشعر الشخص المستفز بانتصاره.
في الحالتين تصرفك كان خاطئ، ولا يمد لفنون الرد المناسبة بأي صلة، لأن الشخص المستفز في الحالة الأولى أيقن أنه وصل لمراده، فقد جعلك تنفعل، وفي الحالة الثانية شعر بأنك تضايقت وتأثرت بالكلام الذي قاله، فسواء تجاوبت مع هذه الشخصية أم ابتعدت عنها فأنت في خطر.
فما الحالة التي يجب اتباعها؟ وكيف تتعامل مع هذه الشخصية؟
النظر للشخص بجدية دون عمل اعتبار له، مع اظهار ثقتك بنفسك أمام عينيه.
تكرار الكلمات، أو العبارات، أو الإيحاءات التي قام بها، ثم أطرح عليه سؤالي، ماذا تقصد بذلك؟ ما النية التي بداخلك؟ ما علاقتي بما تقول؟ ثم انتظر الرد منه، وبالتأكيد لن تجد الإجابة، لأن إجابته التي لن ينطقها، إنه مجرد استفزاز، فبذلك تكون قد تجنبت المشاحنات، والعصبية التي كانت ستحدث، وتكون قد قطعت عليه إكماله لمشروع تعكير مزاجك، وقمت بإيقافه عند حده، فيتجنب استفزازك مرة أخرى، فشعوره أنك لم تتأثر ولم تتعصب منه يؤكد له عدم نجاحه في استفزازك، وقد نزيد هذا الموقف حُسناً وإيجابية، من خلال نصح هذا الشخص بأن ما فعله لا يجوز حتى لو كان استفزازه دون قصد، أو كان بغاية تحفيزك، لأن مَن يُريد تحفيز أحد يقوم بذلك بشكل مناسب، وبعيداً عن الناس.
الأمور التي يجب مراعاتها
هناك بعض الأمور التي يجب مراعاتها عند التعامل مع الشخصية المُستفِزّة:
الثقة بالنفس، فلا تُشعر الذى أمامك بأن هناك شيءٌ يستفِزّك ويُشعرك بالنقص، فالكثير يتربص لك ويُريد أن ينال منك، وجميعنا سواسية، حتى الذي يستفزك هو إنسان يفتقر لأشياء كثيرة.
(واجتنبوا كثيراً من الظن) فليس الجميع مقصدهم استفزازك، فقد يكون فعله ليس عن قصد.
اجعل السعادة هدفك الأول، فلا تجعل أحدهم يعكر عليك مزاجك بسبب كلمات بسيطة، فالحياة أبسط من ذلك.
سلبيات الشخصية المستفزة
هذه الشخصية صعبة في التعامل ولا تروق للكثير من الناس، فيحاول الجميع الابتعاد عن هذه الشخصية، وتجاهلها، فيجد صاحب هذه الشخصية نفسه في آخر المطاف وحيد يهرب منه الجميع ويتجنبه، مما يزيد من سلوكه السلبي مع الناس، وتزيد هذه الشخصية البغضاء والمشاحنات بين الناس، لأن حامل هذه الصفات يؤذي مشاعر من حوله، ويزيد من توتر وعصبية من هم حوله، فلا يراعي الإيذاء الذى يحصل لهم بسببه، فجميعنا يوجد ما يضايقنا ويأتي هذا الشخص المستفز يزيد ما علينا من متاعب الحياة، وقد يتعدى الإيذاء المعنوي من قتل للمشاعر إلى إيذاء مادي حيث يزيد من عنف الأشخاص وقد يصل إلى الضرب.
الإيجابية في الاستفزاز
هل يوجد للاستفزاز إيجابية؟ نعم، هو الاستفزاز الذي نقصد منه تحفيز الشخص، فقد يكون هناك إيجابيات للاستفزاز على حسب الهدف الذي تقصده عند استفزازك للشخص، فإذا كنت تبتغي من ذلك إثارة دافعية هذا الشخص، وتنمية قدراته، وحثِّه على العمل، فهذا هو الاستفزاز الإيجابي الذى يسعى لتحفيز الأشخاص، ويستخدم الاستفزاز بطريقة إيجابية أيضاً، عند استخدامه مع العدو في الحروب لإثارته، فهذا قد يقلب مسار الحرب ويزيد من توتر الأعداء.
لما يستفز الشخص المستفز
إخفاء نقصٍ بداخله:بالعادة صاحب هذه الشخصية يكون مُحباً لذاته، ويعلوه الغرور، فهو إنسان مُتّكبر لا يُحب الخير للناس، ولا يوجد بقاموسه مفهوم الإيثار، فهو إنسان يسعى دائماً لأن يصبح هو وحده المسيطر، وهذا ليُغطي فجوة نقصٍ قد تكون بداخله، فيبدأ بإثارتك، فقد يكون هذا الشخص يغار منك، لوجود شيء عندك لا يستطيع امتلاكه، او لحالةٍ اجتماعيةٍ يمر بها تعكر صفوه، فيريد تعكير مزاج جميع من حوله، فلا تسمح له بنيل مراده.
لفت الانتباه:يبدأ هذا الشخص بلفت انتباه من هم حوله بشتى الطرق، فيبدأ بفعل الأشياء التي تثير من حوله عن قصد، ليلتفت الجميع له، فهو يعتقد بهذه الطريقة أنه يحصل على أجواءٍ خاصةٍ به، فالجميع يترقب ما الذي سيصدر منه، والبعض قلق مما سيفعل أو يقول.
إثبات تمييزه:كما تحدثنا فهذه الشخصية تسعى دائما لتعويض ما تفتقر له من خلال إثبات تميُّزِها، فقد يتعمد هذا الشخص السخرية من الذين حوله، وفرض أنهم أقل منه بمرتبة، وذلك حتى يبرز نفسه ويثبت أنه مميز وأفضل من الشخص الذي أمامه.
حزازة وضغينة مُسبقة:وقد يلجأ هذا الشخص لاستفزازك بسبب حزازة مسبقة بينك وبينه، فهذه الشخصية لا يمكن أن تترك موقف حصل بينكم وتمرره بسهوله، فهي تنتظر حتى تأتي الفرصة وتقلب الطاولة عليك، فيقوم بإثارة أعصابك، فها هو الآن يسترد حقه عن طريق تعكير مزاجك، فيشعر في النهاية أنه انتصر عليك.
تعلّم فن الرّد، فالرُدود المناسبة على الناس هو إبداع يزيد منك رونق أمام مَن هم حولك.
طرق علاج الشخصية الاستفزازية
في البداية نُذكّر بقوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم).
فإذا شعرت أنك من حاملين صفات هذه الشخصية، فعليك البدء بالتغيير من نفسك والإقلاع والتقليل من هذا السلوك، إذاً فالمعالج الأول هو الشخص نفسه.
النصح والإرشاد: إذا قابلت أحد لديه هذه الشخصية عليك بنصحه وتوجيهه، وإعلامه بسلبيات هذه الشخصية، ولما تتركه من مخاطر لصاحبها من ابتعاد الناس عنه.
الخاتمه
نتمني ان تتمكنو من التعامل مع الشخص المستفز وان تعودو للاطلاع علي جميع المقالات وان ينال موقعنا لحظات علي اعجابكم .