موضوع عن الآثار السلبية للإشاعات

موضوع عن الآثار السلبية للإشاعات والاشاعه من اكثر الاشياء التي تؤثر علي المجتمع فهي تنشر الاكاذيب وتثير الجدل وهي من أخطر الرذائل التي متى فشت في أمّة من الأمم‏، اضطربت أحوالها‏، وضعفت الثقة بين أبنائها‏، وانتشر فيهم سوء الظنّ المبنيّ على الأوهام لا على الحقائق.

معنى الشائعات

الشائعة: الخبر ينتشر ولا تثبت فيه، (المعجم الوسيط ـ ج 1 ص 503).نشأة الشائعات:

الشائعات ليست وليدة اليوم، بل هي موجودة ومؤثرة في أغلب الحضارات والثقافات عبر التاريخ، لأنها أحاديث يومية يتناولها الناس، ولها أهداف وأغراض، ووسائل نقل، حسب المجتمع والبيئة التي تسود فيها، فبعض المجتمعات القديمة تنتشر فيها أمور السحر والخرافة، كالصين ومصر، وبعض المجتمعات تنتشر فيها الفلسفة، كاليونان، والإشاعة قديمة قدم الجنس البشري، ومنذ القدم عرف رجال الدين ورجال السياسة ورجال الحرب الأقوال والأفعال التي تدفع الإنسان وتحركه، ففي مصر القديمة استخدم تحتمس الثالث الحيلة والخديعة والمفاجأة في حروبه، خاصة عند فتح يافا في فلسطين، وفي الصين القديمة استخدم الشائعات كثير من العرافين والعسكريين، وفي اليونان القديمة استخدموا الشتائم والتشهير للتأثير على الروح المعنوية للعدو، ولقد أدت الشائعة إلى موت سقراط، بتهمة أنه كان يفسد أخلاق الشباب في أثينا، ويدفعهم إلى التمرد والعصيان،

ويعتبر المغول من أشهر من استخدم الشائعات في العصور الوسطى، فقد كانت الشائعات سببا رئيسيا في انتصاراتهم، لما أحدثته من رعب في نفوس المسلمين، (إسهامات معلم التربية الإسلامية – لحسين عقيل ص: 28: 26).الفرق بين الدعاية والإشاعة:

الدعاية

عملية منظمة، هدفها التأثير في الرأي العام، ولم تظهر الدعاية إلا في أواخر القرن العشرين، بينما ظهرت الإشاعة منذ زمن قديم، تكونت الإشاعة تبعا لتوافر مجال العمل الملائم لها، وهو الجمهور، الدعاية عكس الإشاعة، فالدعاية تهدف إلى الخير، وأما الإشاعة فغالبًا ما تهدف إلى الشر، (أساليب مواجهة الشائعات – أكاديمية نايف العربية ص 21: 20)

كيف تتحقّق الإشاعة

لقد ابتليت المجتمعات البشرية وعانت الكثير من المصائب والنكبات الرهبية، بسبب بروز ظاهرة اختلاق الإشاعة ونشرها بين الأفراد حيث كانت تؤثّر تأثيراً سلبياً كبيراً على معنويات أفراد المجتمع، وتضعف فيهم الروح الاجتماعية وروح التفاهم والتعاون بين أبناء المجتمع الواحد. وتبدأ الإشاعة بأن يختلق منافقٌ كذبةً، ثمّ ينشرها بين أفراد مغرضين أو بسطاء، ليقوموا بدورهم بالترويج لها بين أبناء المجتمع دون التحقيق فيها. ومن أهمّ الأمور التي تؤدّي إلى تحقّق الإشاعة:
1- وجود قضية تدور حولها الإشاعة.
2- صياغة الإشاعة بطريقة متقنة، حتّى يؤدي ذلك إلى اعتقادها.
3- وجود الوسط المساعد لنقل الإشاعة.
4- التركيز على هدف معين دون التشعب إلى جزئيات متعددة.
5- اختيار الزمن المناسب لنشر الإشاعة.
6- اختيار المكان المناسب لبثّ الإشاعة.
7- عدم توثيق مصدر الإشاعة.
8- وجود هدف معين من صياغة الإشاعة.
9- اختيار الأسلوب الهادف لصياغة ونشر الإشاعة على حسب الموضوع، فإذا كان الموضوع يحتاج إلى عبارات هادئة لينة، اختيرت الألفاظ الملائمة التي تتّسم بالسكينة، وإن كان الموضوع يحتاج إلى الاستفزاز والثورة، اختيرت الأساليب المناسبة التي تنضح بالقوة والاشمئزاز.
10- جهل المجتمع الذي تنتشر فيه الإشاعة.
11- انعدام المعلومات والمفاهيم عن الموضوع المُشَاعِ.

فإذا وُجِدَتْ هذه الأمور، فإنّ خطر الشائعة سيسري بين الأفراد والجماعات في جميع المجتمعات الإنسانية، وعلى مختلف الأزمنة، ومختلف الأمكنة.

أنواع الشائعات

تختلف الإشاعة بحسب اختلاف الشخص المنقول عنه، فتارة تكون الشائعة مدحًا، وتارة تكون ذمًا، وتارة تكون خليطًا بين النوعين، وتارة تكون غريبة في سياق أحداثها، حتى تكون في عداد المستحيلات، لكن تلقف الناس وتناقلهم لها جعل المستحيل أمرا ممكن الوقوع، (أخي، احذر الإشاعة – لعبدالعزيز السدحان ص 9).التحذير من الشائعات وصية رب العالمين:

حذرنا الله تعالى في كتابه العزيز من نقل الشائعات قبل التثبت من صدقها ومصدرها.
• قال جل شأنه: وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا «النساء: 83». قال الإمام ابن كثير (رحمه الله) قوله تعالى: وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به «النساء: 83» إنكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها، فيخبر بها ويفشيها وينشرها، وقد لا يكون لها صحة، (تفسير ابن كثير ج 2 ص 365).

• قال سبحانه: يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا «النساء:

94». قال الإمام السعدي (رحمه الله): يأمر تعالى عباده المؤمنين إذا خرجوا جهادا في سبيله وابتغاء مرضاته أن يتبينوا ويتثبتوا في جميع أمورهم المشتبهة، فإن الأمور قسمان: واضحة وغير واضحة، فالواضحة البينة لا تحتاج إلى تثبت وتبين، لأن ذلك تحصيل حاصل، وأما الأمور المشكلة غير الواضحة فإن الإنسان يحتاج إلى التثبت فيها والتبين، ليعرف هل يقدم عليها أم لا؟ فإن التثبت في هذه الأمور يحصل فيه من الفوائد الكثيرة، والكف لشرور عظيمة، ما به يعرف دين العبد وعقله ورزانته، بخلاف المستعجل للأمور في بدايتها قبل أن يتبين له حكمها، فإن ذلك يؤدي إلى ما لا ينبغي، (تفسير السعدي ص 194).

• قال جل شأنه: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما * إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا «النساء: 148، 149».
• قال سبحانه: والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما «الفرقان: 72».

• قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين «الحجرات: 6». في هذه الآية المباركة وصف الله تعالى مروجي الشائعات بالفسق، وحث الناس على التثبت والتبين قبل قبول الخبر الكاذب.

قال الإمام ابن كثير (رحمه الله): يأمر تعالى بالتثبت في خبر الفاسق ليحتاط له، لئلا يحكم بقوله فيكون – في نفس الأمر – كاذبا أو مخطئا، فيكون الحاكم بقوله قد اقتفى وراءه، وقد نهى الله عن اتباع سبيل المفسدين، (تفسير ابن كثير ج 13 ص 144). نبينا صلى الله عليه وسلم يحذرنا من الشائعات:

• روى الشيخان عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)، (البخاري حديث: 33/‏ مسلم حديث: 59).
• روى البخاري عن سمرة بن جندب رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رأيت الليلة رجلين أتياني، قالا: الذي رأيته يشق شدقه (جانب فمه) فكذاب، يكذب بالكذبة تحمل عنه حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به إلى يوم القيامة)، (البخاري حديث: 6096).

• روى الشيخان عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا (التحسس: الاستماع لحديث القوم)، ولا تجسسوا (البحث عن العورات)، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا)، (البخاري حديث: 5143/‏ مسلم حديث: 2563).

• روى البخاري عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (إن من أفرى الفرى أن يري عينيه ما لم تر)، (البخاري حديث: 7043).
• قوله صلى الله عليه وسلم: (إن من أفرى الفرى) أفرى: أي أعظم الكذبات، والفرى جمع فرية، قال ابن بطال: الفرية: الكذبة العظيمة التي يتعجب منها، (فتح الباري لابن حجر العسقلاني ج 12 ص 430).

• روى الشيخان عن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)، (البخاري حديث 6094/‏ مسلم حديث 2607).

• روى الشيخان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليتكلم بالكلمة، ما يتبين فيها، يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق)، (البخاري حديث 6477/‏ مسلم حديث 2988).قال الإمام النووي (رحمه الله): قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار) معناه: لا يتدبرها ويفكر في قبحها، ولا يخاف ما يترتب عليها، وهذا كالكلمة عند السلطان وغيره من الولاة، وكالكلمة تقذف، أو معناه: كالكلمة التي يترتب عليها إضرار مسلم، ونحو ذلك، وهذا كله حث على حفظ اللسان، كما قال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا، أو ليصمت)، وينبغي لمن أراد النطق بكلمة أو كلام أن يتدبره في نفسه قبل نطقه،

فإن ظهرت مصلحته تكلم، وإلا أمسك، (مسلم بشرح النووي ج 18 ص 117). أمرت الشريعة الإسلامية الناس باستشارة أهل الاختصاص في الشائعات التي لها علاقة بأمن المجتمع المسلم، بل جعلت ترك ذلك من اتباع خطوات الشيطان، قال تعالى: وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا «النساء: 83».

جاءت الشريعة بحرب شديدة ضد الشائعات المؤثرة في المجتمع من خلال إعطاء الحاكم حق النظر في إنزال العقوبة المناسبة على مثيري الإشاعات ومروجيها التي تضر بأمن الأمة، بل قد قال طائفة من العلماء بأن له الحق في قتلهم، انطلاقا من قوله تعالى: لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا * ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا «الأحزاب: 60 – 62»، (مقاصد الشريعة – لسعد بن ناصر الشثري ص 27: 24).

آثار الشائعات على الفرد والمجتمع

إنّ كثيراً من الأحداث المؤلمة والصراعات المدمّرة التي تقع في عالمنا المعاصر، وما وقع في التاريخ الإسلامي من قتل وسفك دماء ونهب وتدمير، كان قسم مهم منه بسبب الإشاعات والأكاذيب التي كان يروّجها العملاء والمندسّون والمنافقون في المجتمع الإيمانيّ، بُغية تفكيكه وهدم عُراه وتقويض أركانه.

لذا وجب الحذر لأنّنا نعيش في مجتمع اختلطت فيه الموازين، ويصعب فيه التميز بين الحقّ والباطل، فقد ننخدع ببريق بعض الشخصيات ونأخذ بكلامه ونبني عليه تصرّفات ومواقف معينة ثمّ يتبيّن لنا الخلل الكبير الذي وقعنا فيه بسبب هذا الإنسان أو المحطة الإعلامية الفلانية، لأنّه كان ظاهره وديعاً ولكن حقيقته كانت تخبئ إنسانا كالثعلب في روغانه، والعقرب في لدغاتها. لذا المطلوب دائما التثبّت ثم التثبّت ثمّ التثبّت…

فالشائعة التي هي الأقوال والأخبار التي يَتناقلُها الناس، والقَصص التي يَروونها، دون التثبُّت مِن صحَّتها، أو التحقُّق مِن صِدقِها، يمكن أن يكون منشأها شخص، أو جريدة، أو مَجلَّة، أو إذاعة، أو تلفاز، أو رسالة خطِّية، أو شَريط مُسجَّل وغيرها، وغالباً ما تكون لها آثار مؤذية وأضرار سلبية، فهي تؤثّر مباشرة على سَعادة الفرد والأسرة والمجتمع وعلى أمنِها النفسيّ. فكم من أسر تفكَّكتْ مِن جرَّاء هذه الإشاعات، وكم مِن بيوت هدِّمت، وكم من أموال ضيِّعت، وأطفال شُرِّدت، كلّ ذلك بسبب شائعة مغرضة من مُنافقٍ أو كذَّاب.

وقد بيّن الله تعالى في القرآن الكريم أسس ومعاييرَ إقامة المجتمع. ومِن أهمّ هذه الأُسس والمعايير أن تَسُود روح الحبِّ والأُخوَّة والسلام بين أفراد المجتمَع الواحد، فـ “الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ‏ هُوَ عَيْنُهُ وَمِرْآتُهُ وَدَلِيلُهُ لَا يَخُونُهُ وَلَا يَخْدَعُهُ وَلَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَكْذِبُهُ وَلَا يَغْتَابُهُ”9 كما قال الإمام الصادق عليه السلام، و”المؤمن للمؤمن كالبُنيان، يشدُّ بعضه بعضًا”10. هذه هي الروح التي أراد الله تعالى أن يبثَّها بين أبناء الأمة ويحثّ على اتّباعها. أمّا أن تتأسّس العلاقات بين الأفراد على الفُرقة والتنازُع والاختِلاف والإفساد بين الناس، فهذا ما حاربه الإسلام. والإشاعة سبب رئيس لبثِّ هذه الأخلاق المذمومة التي نهى عنها الإسلام. وقد

حدّد الله تعالى في القرآن الكريم منظومة ردعية متكاملة لمحاربة الشائعات تبدأ بالتربية النفسية للأفراد، إلى العلاجات الوقائية والردعية في مواجهة هذه الأخبار كما سنبين.

منهجية القرآن في التعاطي مع الشائعات

يقول الله تعالى في كتابه الكريم مبيناً خطورة الشائعة: ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾11.

تبيّن الآية الكريمة كيف ابتلي جماعة بهذا الذنب العظيم نتيجة تساهلهم، فتقول ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ﴾ أي تذكروا كيف رحبتم بهذه التهمة الباطلة فتناقلتموها ﴿وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾.

وتشير هذه الآية إلى ثلاثة أنواع من ذنوبهم العظيمة في هذا المجال:
الأول: تقبّل الشائعة: استقبالها وتناقلها.

الثاني: نشر الشائعة دون أي تحقيق أو علم بصدقها.

الثالث: استصغار الشائعة واعتبارها وسيلة للّهو وقضاء الوقت، في وقت تمسّ فيه كيان المجتمع الإسلامي وشرفه، إضافة إلى مساسها بشرف بعض المسلمين.

وممّا يلفت النظر أنّ الآية استعملت تعبير ﴿بِأَلْسِنَتِكُمْ﴾ تارة وتارة أخرى تعبير ﴿بِأَفْوَاهِكُم﴾ على الرغم من أن جميع الكلام يصدر عن طريق الفم واللسان. وهو إشارة إلى أنّكم لم تطلبوا الدليل على الكلام الذي تقبّلتموه، ولا تملكون دليلاً يسوّغ لكم نشره. والأمر الوحيد الذي كان بأيديكم هو لقلقة لسانكم وحركات أفواهكم12.

والقرآن الكريم قد رسم لنا منهجاً واضحاً وفريداً في التعامل مع مرض الشائعات يتمثّل في جملة من الآداب عند وجود الإشاعة. وعندما نستقرئ آيات القرآن التي تحدّثت عن المواجهة الإعلامية، وأسلوب التعامل مع الدعاية المضادة والشائعات، نجد القرآن قد ركّز على أساليب أساسية عديدة، منطلقاً من أسس نفسيّة وموضوعيّة بالغة الأهميّة، لتكوين الدوافع وكسب الاستجابة والمواقف. وأهم هذه الأسس والآداب هي:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top