مظاهر الحياة الاجتماعية والدينية لحضارة وادي النيل من المفترض علينا ان نكون علي علم بحضارة بلادنا ويجب ان نعلم عنها كل شئ من حيث الحياه الاجتماعيه والحياه القديمه والتفاصيل لحياتهم والحياه الاقتصاديه من حيث طبيعه الري والزراعه والتجاره والصناعه لنكون علي علم بطبيعه بلادنا واجدادنا قديما ونعرف الموسيقي التي كانو يسمعوها والمعتقدات الدينيه التي كانو يؤمنو بها ولذالك نقدم لكم مقال عن مظاهر الحياة في بلادنا ( وادي النيل )
الحياة الاقتصادية
ان الحياه الاقتصاديه قديمه كانت بشكل مختلف عن حاليا وكانت بهذا الشكل
الزراعة :
يستدل على تعدد الموارد الاقتصادية عند الليبيين القدماء منذ عهد ما قبل الأسرات من لوح التحنو المنسوب إلى الملك وازى الذى تضمن أشجار الزيتون . وهذا الأثر يعطي صورة عن الأرض التى تزخر بأشجارها لأن الأشجار لا يمكن أن تكون غنيمة حرب وإنما هى دلالة على أرض التحنو التى تتسم بخصوبة تربتها .
كما ورد فى نص مرنبتاح أن الليبو إثر هزيمتهم بأنهم ” توقفوا عن الاستمتاع بالحياة والسير فى الحقول كما جاء فى لوحة اتريب أن الملك مرنبتاح إثر انتصاره على الليبيين أخذ كل عشب يأتى من حقولهم وجعل الأرض جرداء واستولى على ما كان فى المخازن من حبوب القمح ، وكذلك ما جاء فى انشودة النصر من نصوص ذات الملك فى معبد الكرنك ” واسفاه على ليبيا لقد أصبح أهلها لا يعيشون بحالتهم الطبيعة يمرحون فى الحقول”
فذكر الحقول دليل على وجود زراعة وأن حقولهم كانت غنية بخيراتها ، ويستنتج ذلك من ذكر أنه أخد كل عشب وتوقف المرح فى الحقول ، ولعل من أهم المحاصيل الزراعية كان القمح لذكره دون المحاصيل الأخرى
الرعى
لقد كان الرعي قديما حرفه منتشره جدا ويمكن ان نقول ان اغلب البشر كانو يعملون بها وعرف الليبيين تربية أنواع شتى من الحيوانات ويتضح ذلك من غنائم الحروب الذى خاضها ملوك وادى النيل ضد القبائل الليبية منذ عصر ما قبل الأسرات كالثيران والكباش التى ورد ذكرها فى لوح التحنو ، وكذلك الماشية والأغنام غنائم الملك سنفروا من قبيلة التحنو الوارد ذكرها فى حجر بالرمو البالغ عددها 13100 رأساً وما غنمه الملك مرنبتاح من الليبو من الأغنام التى كان قوامها 1308، ونصوص الملك امنحتب الثالث التى أشارت إلى إستراد الماشية من ليبيا لاستخراج السمن والزبد
التجارة
ولقد كانت التجاره قديما مختلفه اختلاف كلي عن حاليا وقد كانت بهذا الشكل وعرف الليبيون التجارة مع الشعوب المجاورة لهم ، ويستدل على ذلك من ورود اسم المشواش على جزء من آنية فخارية فى قصر الملك امنحتب الثالث مما يدل على وصول آوانى تحتوى على دهن من أبقار المشواش وكذلك وجود بعض منتجات وسط القارة الإفريقية فى وادى النيل منها قطعة مقوسة من أنياب العاج عثر عليها فى المعبد العتيق بنخن.
وهذه البضاعة بطبيعة الحال لا يمكن الحصول عليها من وسط القارة إلا عن طريق الليبيين الذين كانوا يعيشون إلى الغرب من وادى النيل وينتشرون حتى الجنوب ولعل ما يؤكد ذلك أيضاً ما جاء فى نقوش الملكة حتشبسوت أن الرؤساء الليبيين كانوا يقدمون الجزية للملكة تتضمن كمية من العاج وسبعمائة من سن فيل وعدد كبير من جلود الفهود الجنوبية .
وجاء فى نقش مؤرخ بنهاية الأسرة العشرين يشير إلى أن أحد الصناع من طيبة الغربية تسلم قطعة فضة من أحد المشواش, وفى هذا إشارة لرفاهية هذه القبائل اقتصاديا وإلا لما استطاعت دفع الجزية، وربما يعزى ذلك إلى أتفاق بين الطرفين أو هدنة حرب والسؤال هنا لماذا ذكرت القبائل الليبية كقبائل غازية دافعها الحاجة ضد وادى النيل فى المصادر المصرية ، كما لو كانت محتاجة ، وأعتقد أن مرد ذلك قد يكون رغبتهم فى توسيع نفوذهم أو يعتبرون وادى النيل إقليماً لهم طردوا منه أثر توحيد الوجه القبلي والبحري وما الليبيين والمصريين إلا أخوة من قطر واحد.
الصناعة
قديما كانو يقومو بصناعه اشياء مختلفه عنا مثل الخمور ووانتشرو بصناعه البخور وعرف الليبيون صناعة الخمر ، ويستدل على ذلك من مشاهد أحد مقابر طيبة التى تصور تسديد الجزية من قبل الليبيين المقيمين فى الواحات البحرية من عهد الملكة حتشبسوت والتى كانت عبارة عن جرار من الخمر.
كما ذكر فى نص حرخوف أنه عاد من رحلته لبلاد التمحو محملاً 300 من الحمير بالبخور والابنوس وجلود الفهود.
آى أن التمحو عرفوا صناعة البخور والاستفادة من جلود الفهود التى استخدمت فى صناعة الملابس ، كما أرى أن أرض التمحو ليس كما ذكر فى النصوص المصرية تقع إلى الغرب من وادي النيل وإنما قد تصل إلى الجنوب الشرقى من ليبيا لاشتهار هذه المناطق بالفهود والأبنوس ، كما يستدل من وجود الفهود وجود غابات .
ويرجح معرفة الليبيين صناعة المراكب ، ويتضح ذلك من مقبض سكين جبل العركى الذى صور معركة بحرية بين فريقين أحدهما ذو ملامح ليبية ، حيث ظهر فى المعركة ثلاث مراكب على الطراز المصرى ، ومركبين آخرين مختلفين ارتفعت مقدمتهما عن مؤخرتهما ، وهو ما يستدل عليه من صورة لمراكب عثر عليها فى منطقة تاسيلى الليبية.
الحياة الاجتماعية
عرف الليبيون نظام تعدد الزوجات ، ويتضح ذلك من خلال ذكر ماري بن دد في نقوش معبد الكرنك أنه قد تم أسر أثنى عشر من حريمه اللواتى اصطحبهن معه خلال غارته على وادى النيل وأيضاً ما جاء فى نصوص رعمسيس الثانى أن كبر بن دد أحضر ابنه وزوجه وفى نص آخر اصطحب نسائه أثناء غارته على وادى النيل ، وهو ما يؤكده ما جاء فى لوحة بعنخى أن الملك نمرود الليبى قد أرسل زوجته الملكة تنت إلى زوجات الملك بعنخى لتطلب العفو لزوجها ، وأن بعنخى كان قد طلب لقاء زوجات الملك وبناته
كما أن ذكر المصادر المصرية لأعداد ضخمة من الأسرى الليبيين منها أن الملك سنفروا أسر من التحنو 1100 أسيراً، وأنه أسر من قبيلة الليبو أثناء حربها فى عهد مرنبتاح ضد وادى النيل 9387 فرد من مختلف الأعمار، وكذلك أسرى رعمسيس الثالث من المشواش والذى بلغ عددهم 2025 كان منهم 65 فتاة، 1342 زوجة .
يستنتج منها أنه كان هناك ترابط و نظام أسرى عند الليبيين وإلا من أين هذه الأعداد الكثيرة من الأسرى وأن للمرأة أهمية ومكانة رفيعة وإلا لما ثم اصطحابها معهم إلى الحرب ربما كانت تمثل دافع وحماس للمقاتلين حتى يحاربوا .
كما جاء فى رسوم مقبرة مريس عنخ إلى وجود روابط المصاهرة بين المصريين والليبيين من التمحو ، حيت إقترن أحد ملوكهم بحتب مرس الثانية أخت وزوجة الفرعون ) ف ر ع ( وابنة خوفو
وهذا تأكيد و دليل آخر على أن العلاقات بين الطرفين لم تكن دائماً عدائية.
الملابس والزينة
ان قديما كان لهم شكل للملابس مختلف عنا حاليا وكانو يستخدمو خامات مختلفه عنا حاليا …وعرف الليبيون صناعة الملابس وكانت ذات طراز انفردوا به مما جعله دليل على هويتهم ومن هذه الملابس قراب العورة والثوب الذي يتدلى منه الذيل، وقد اتضح ذلك من خلال نقوش لأفراد من التحنو فى نقوش الملك سحورع فى معبد الكرنك والمشواش والليبو بمعبد الكرنك، وأيضاً مقبرة سيتى الأول لأفراد من التمحو ، ونقوش الملك زوسروقد استخدم الملوك قراب العورة كالملك زوسر أثناء تقديمه القربان والآلهة أيضاً, ويستدل من ذلك أن المصريين قد اعجبوا بهذا الزى, ومن الزي أيضاً العباءة والتى كانت تصنع من الجلد زخرفت بألوان مختلفة وكانت تغطى الكتف اليمنى واليسرى عارية وقد تكون العباءة بيضاء اللون وقد اتضح ذلك من بعض النقوش التى مثلت أفراد من التمحو فى مقبرة سيتى الأول(1300ق.م. ويلاحظ مما تقدم تطور صناعة الملابس حيث أصبحت أكثر تناسقاً ذات أشكال هندسية ، فلم تعد مجرد لباس يقي الحر أو البرد . والزي بشكل عام للرجل والمرأة كان عبارة عن شريطين عريضين من الجلد يتقطعان على الصدر يلف الخسر بحزام يزتان بخطوط عمودية وافقية ، أما الزي أثناء الحرب يكون واحد ، ويتضح ذلك من نقوش رعمسيس الثالث فى معبد الكرنك لزوجين من المشواش والتى كانت عبارة عن عباءة طويلة مفتوحة مع نقبة .
أما الزينة فقد تمثلت فى تزين شعر الرأس بالريش ، ويحلون جباههم بخصلة من الشعر تماثل صورة الصل المقدس عند ملوك وادى النيل .ولم تكن هذه الريشة للتزيّن بها فقط وإنما رمز وعلامة الرئاسة والقيادة ، ولعل ما يؤكد ذلك ما ورد فى نقوش الملك سحورع أن مارى بن دد سقطت الريشة من على رأسه ، كما سبق ذكره ويستنتج من ذلك أن سقوطها يعني الذل والمهانة .
كما اهتم الليبى بتطويل شعر الرأس ولاسيما أفراد التحنو وهو ما ظهر فى نقوش الملك سحورع أو جعل الشعر جدائل صغيرة مسترسلة على جباههم وأخرى تنساب إلى الخلف كما التمحو فى نقوش مقبرة سيتى الأول ، ومن الزينة أيضاً الوشم على الأدرع والسيقان لإشكال مختلفة، واستخدام الحلق والأساور وجاء ذلك فى نقوش الملك سحورع والخلاخيل التى وردت فى نقوش تحتمس لأفراد من الليبو .
أما اللحية فقد كانت قصيرة تنتهي بطرف مدبب كرجال التحتو ، وعرف الرجل الليبي استخدام الشعر المستعار واللحية المستعارة وقد ظهر ذلك فى صلاية صيد الأسود .
ويبدو أن الليبيين عرفوا استخدام النعال ، ويتضح ذلك من الإشارة إلى ملك الليبو ماري بن دد أنه أثناء هروبه من المعركة تخلى عن حذائهكما ظهر أحد الليبيين فى نقوش مدينة هابو وقد إنتعل صندل, ويستشف مما تقدم أن الحذاء له أهمية ومع ذلك تخلى عنه الملك وربما هو رمز آخر للسلطان .
المعتقدات الدينية
لقد كانو قديما لهم معتقدات دينيه غير موجوده حاليا تقريبا وقد ورد ذكر بعض الآلهة الليبية فى المصادر المصرية وإن لم يوضح صفات هذه الآلهة أو تخصصاتها منها الآلهة[ آشASH ] , والإله عش إله بلاد التحنو الوارد ذكره فى نصوص مرنبتاح .
كما ظهرت رسوماً لبعض العناصر الليبية على أدرعهم وأرجلهم رمز المعبودة أوزير ، ومن هذا الأثر يمكن القول أن الليبيين قدعرفوا هذه المعبودة وإلا لما اهتموا برسمها, كما صورت نقوش مقبرة سيتى الأول أفراد من التمحو نقشت على أذرعهم العلامة الدالة على الربة نيت
ولعل ما يؤكد ذلك أن المعبودة نيت الليبية المصرية هى نفسها تانيت الليبية الفينيقية وقد طبق عليها قاعدة التأنيث فى البربرية ، وهي إدخال تاء على أولها وتاء فى آخرها لو لم يكن آخرها تاء .
كما جاء فى نقوش الكرنك وصف لأمير الليبو ماري بن دد أثناء وصوله إلى بلاده أثر هزيمته بأن السبب فى ذلك هو أن الإله ست حول ظهره عن رئيسهم .
وبذلك يمكن القول أن الليبو كانوا يعبدون هذه الربة وإلا لما ورد أن سبب الهزيمة عدم مناصرتها لرئيسهم ، والمعروف أن ست معبودة مصرية وهذا يقود إلى الاعتقاد أنه كان هناك إتصالات بين الطرفين وتأثيراً ولم تكن العلاقة عدائية طوال الوقت .
الموسيقى
لقد كانو يسمعو موسيقي ولكن بطبع يختلف عننا حاليا وقد عرف الليبيون استخدام بعض الآلات الموسيقية مثل البوق والقيثارة الصغيرة قائمة الزاوية ، والرقص على أنغامها ويتضح ذلك من الرقصة التى كان يؤديها الجنود الليبيون المرتزقة فى الجيش المصرى الظاهرة فى لوحة رقص التمحو.
فن العمــــارة
ظهر على لوح التحنو مدناً وحصوناً كانت كما لو كانت متحالفة .ويتضح مما تقدم أن الليبيين من التحنو عرفوا إقامة المدن وتحصينها وربما يعنى ذلك لشعورهم بخطر ملوك وادى النيل عليهم أو لطبيعتهم العدوانية.
الخاتمه
نتمني ان ينال موقعنا لحظات علي اعجابكم وان تعودو مره اخري للاطلاع علي جميع المقالات لدينا .