لقد فرض الله الصلاة على المسلم البالغ العاقل وكان ذلك في حادثة الإسراء والمعراج حيث فرض الله الصلاة من فوق سبع سماوات وكانت خمس فروض فرضها الله علينا في اليوم والليلة والمتأمل في هذه الفريضة يجد الكثير من الفوائد النفسية والجسدية على مؤديها بشكل صحيح وايضا فوائد كثيرة في السجود لجسم الانسان علميا وطبيا ونفسيا وهذا ما نوضحة في هذة المقالة بالتفصيل .
فوائد السجود طبياً
تبين الناس في وقتنا الحاضر العديد من الفوائد الطبية للسجود على الصعيد البدني والنفسي، ومن هذه الفوائد:
يعتبر شكلاً من أشكال التمرين البدني، فالمسلم حينما يسجد لله تعالى يمرن مفاصل جسده وأعضائه ويمنحها اللياقة التي تقيها من الجمود والتصلب الذي يسبب كثيراً من الأمراض
وقد رأينا عند كثير من النوادي الصحية في العالم أشكالاً من الرياضات تتضمن وضعية السجود، مما يؤكد على الفائدة الطبية له.
ينشط الدورة الدموية في الجسم، فقد أثبت العلماء أنّ الإنسان حينما يكون في وضعية السجود تنشط لديه الدورة الدموية بشكل ملحوظ، ولأن الدم ينقل الأكسجين والغذاء بين خلايا الجسم المختلفة
فإنّ ذلك يعني إكساب الجسم الحيوية، والصحة الكاملة. يساعد الجسم على التخلص من الشحنات الكهربائية، والطاقة السلبية، فجسم الإنسان يأخذ من محيطه كثيراً من الشحنات
ووضعية السجود في الصلاة تفرغ تلك الشحنات في الأرض مما ينعكس أثره إيجاباً في إحساس الإنسان بالراحة والقوة في البدن والنفس.
يساعد الإنسان على التخلص من ثاني أكسيد الكربون بسبب هذه الوضعية التي تحث على عملية الزفير، وبالتالي تكون مرحلة استعداد لتلقي الأكسجين الجديد من خلال عملية الشهيق.
يحافظ على الجهاز التنفسي في الجسم، فالمسلم في وضعية السجود تزيد لديه الإفرازات التي تنفث خبث التلوث الذي يسبب الالتهابات للجهاز التنفسي والجيوب الأنفية.
يحقق الراحة النفسية، والطمأنينة ويبعد عن الإنسان شبح القلق، والتوتر
فالصلاة عبادة روحية تحقق للإنسان المسلم أعلى درجات الراحة والسكينة والاستقرار النفسي بأركانها وسننها وهيئاتها، ومن بينها ركن السجود الذي لا تتم الصلاة إلّا به.
فوائد الصلاة للجسم
لقد أثبتت الكثير من أبحاث العلماء الذين عكفوا على دراسة الحكم والفوائد من العبادات التي فرضت على المسلمين
ولعلّ ذلك كان سبباً في دخول الكثير منهم في الإسلام لإيجادهم أدّلة لا تعدّ ولا تحصى على إعجاز الله سبحانه وتعالى وحكمه في الإسلام، وقد اعتبرت الصلاة من العبادات التي تدخل ضمن “الطبّ الوقائيّ”، وأقصد بذلك أنّها عبادة تفيد في وقاية الجسم وحمايته من العديد من الأمراض
فالصلاة وما فيها من أمور نقوم بها كالوضوء، والحركات، والقيام، والركوع، والسجود، والإعتدال، كلّها حركات نموذجيّة أقرّ بها الكثير من علماء التربية الرياضيّة.
فالصلاة بما فيها من حركات يوميّة متكرّرة ومتنوّعة وأيضاً موزّعة على اليوم بأكمله، وجد العلماء أنّ هذه التمارين بالذات هي الأفضل والأنسب لصحّة الجسم وسلامته من العديد من الأمراض.
الفوائد التي يستفيد منها الجسم في صلاته: تفيد الصلاة جسم الإنسان من النواحي العقليّة، وتخفّف من حدّة التوتر والضغط، فهي تساعدنا في الحفاظ على نفسيّات هادئة ومستقرّة.
تفيد الصلاة في علاج آلام الظهر والقدمين.
عند الركوع والسجود في الصلاة فإنّ ذلك يحسّن من الدورة الدمويّة في الجسم، ويحسّن أيضاً عمل الأوعية الدمويّة، ويقوّي عضلة القلب.
حركات الصلاة التي نقوم بها تساعدنا في الحفاظ على دوران الدم بشكل طبيعي في الجسم – لا سيّما الدماغ -.
تساعد الصلاة الإنسان المؤمن على علاج القلق والخوف الذي يشعر به، يقول تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”.
الصلاة تزوّد جسم المصلّي بطاقة سحريّة بسبب تواصله مع ربّ العباد، وتزيد هذه الطاقة أكثر كلّما زاد الخشوع في الصلاة، يقول تعالى: “قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ”.
حركات الصلاة التي نقوم بها تساعد الجسم في سريان “التيار الكهربائي” في العظام، ممّا يساعد في عمليتي الهدم والبنائ، ويفيد أيضاً في حماية الجسم ووقاية من أمراض العظام كالروماتيزم، وإلتهابات المفاصل، وغيرها.
تساعد الصلاة في الحماية من الإصابة بدوالي الساقين.
هذه الفوائد وفوائد أخرى تمّ اكتشافها وغيرها لم يكتشف بعد، تدفعنا أكثر إلى الإلتزام بالصلاة في أوقاتها ومواعيدها المحدّدة لما تعود علينا بفوائد عظيمة
عدا عن أنّه ستكون المنجيّة يوم القيامة ومن عذاب القبر، وتردعنا عن إرتكاب الذنوب والمعاصي الأخرى.
فوائد الصلاة علميا
يقول الله عزّ وجل: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) سورة الإسراء : 78-79،
وقد كان الرسول صلى الله عليهِ وسلّم لا يجد الراحة سوى بالصلاة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم لبلالِ بن رباح : (يا بلال أقم الصلاةَ أرحنا بها) سنن أبي داود، ولم يقل الرسول صلى الله عليه وسلّم يا بلال أقم الصلاة نرتاحُ منها لما فيها من فوائد عظيمة لا يتخيلها أو يشعر بها سوى المصلين
ومن فوائد الصلاة علميّاً: تنظيم إيقاع الجسم: أشارت البحوث العلمية إلى أنّ مواقيت الصلاة تتوافق مَع مواقيتِ النشاط الفسيولوجي لجسم الإنسان (العلاقة بين السلوك الإنساني وأعضاءِ الجسم)
وكأنّ الصلاة هي التي تقوم بضبطِ عمل الجسم بأكمله ممّا يجعلهُ متناغماً مع بعضهِ البعض، وإنّ الكورتيزون (هرمون النشاط في الجسم) يزدادُ بكثرة بعد دخولِ موعد صلاةِ الفجر، ولهذا يشعر المؤمن بنشاطٍ وحيوية بعد أداءِ صلاة الفجر، وهذا ما يشيرُ إلى أنّ أفضل أوقاتِ العمل والنشاط وكسبِ الرزق والدراسة يكون بعدَ صلاةِ الفجر.
الوقاية من الأمراض العصبيّة وأمراضِ الأوعية الدماغيّة: جميع الأمراض العصبيّة ومخاطِر الأوعية الدماغيّة تحدثُ بسبب وجودِ اضطرابٍ في تروية وإيصال الدم للمُخ، وعندَ السجود يتّجه الدم بفعلِ الجاذبيّة الأرضية إلى الرأس وتتوسّع الشرايين، وعندَ رفعِ الرأس ينخفض الضغط وتتقلّص الشرايين
وهذهِ الحركة في كلّ سَجدة يكتسب الشرايين مرونة كبيرة وقوّة، وهذا الأمر يمنع من إصابة شرايين المخ وحدوث انفجارٍ في الأوعية وحدوث الجلطة الدماغيّة.
علاج النفس: الصلاةُ الخاشعة تُهدّئ النفس وتزيلُ التوتّر والكآبة والخوفِ من الحياة وعقباتِها، وإيجاد الضالّة الضائِعة فِي حياةِ الإنسان بسَبب الإيمان بأنّ الله تعالى سيجدُها من خلال الصلاةِ والدعاءِ فيها، فعندما يسجد المؤمن ويشكي إلى الله من هموم ومشاكل ومشاورةِ حكمة وخبرةِ الله في أمرٍ معيّن تريح المؤمن من أيّ أزمات؛ لأنّ المؤمن يوقن بأنّ الله قادر على كلّ شيء
وأنّ الهم زائل لا محالة ما دامت الشكوةِ عند الله فقط، وقد قال الله تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) سورة غافر: 60.
لكل ما هو جديد ومميز زورو موقع لحظات .