قبل أن يفرض الله سبحانه وتعالى على المسلمين الصلوات الخمس في ليلة الإسراء والمعراج كان المسلمون يصلون صلاة الليل ويتنفلون ما شاء الله لهم كما كانت صلاة قيام الليل مفروضة في حق النبي عليه الصلاة والسلام وقد ورد الأمر الإلهي لنبيه الكريم في سورة المزّمل حينما قال عز من قائل (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا، نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ) فكان النبي عليه الصلاة والسلام يحرص على قيام الليل وهو يعلم أن الله تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر رجاء أن يكون عبدا شكورا وايضا كان لرسول الله أدعية متميزة في هذة الصلاة وهذا ما نعرفه معا في هذة المقاله فتابعونا .
أجمل ادعية قيام الليل
كان الرسول صلى الله عليه وسلم اذا قام الليل يدعو الدعاء التالي:
– اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي ، وتجمع بها شَمْلِي ، وتَلُمُّ بها شَعَثي ، وتَرُدُّ بها أُلْفَتِي وتُصلِحُ بها دِيني ، وتحفظ بها غائبي ، وترفع بها شاهدي ، وتُزَكِّي بها عملي ، وتُبَيِّضُ بها وجهي ، وتلهمني بها رُشْدي ، وتعصمني بها من كل سوء.
– اللهم أعطني إيماناً صادقاً ، ويقيناً ليس بعده كفر ، ورحمةً أنالُ بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة.
– اللهم إني أسألك الفوز عند القضاء، ومنازل الشهداء ، وعيش السعداء ، والنصر على الأعداء ، ومرافقة الأنبياء.
– اللهم إني أُنْزِل بك حاجتي وإن ضَعُفَ رأيي وقصر عَمَلي وافتقرت إلى رحمتك ، فأسألك يا قاضي الأمور وياشافي الصدور كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السعير ومن دعوة الثُّبور وفتنة القبور.
– اللهم ما قصر عنه رأيي ، وضعف عنه عملي ، ولم تبلغه نيتي وأمنيتي من خيرٍ وعَدْتهُ أحداً من عبادك وخيرٍ أنتَ مُعْطِيه أحداً من خلقك ، فإي أرغب إليك فيه وأسألكه يارب العالمين.
– اللهم اجعلنا هاديين مهديين ، غير ضالين ولا مضلين ، حَرْباً لأعدائكْ وسِلْماً لأوليائك ، نحب بحبك الناس ونعادي بعداوتك من خالفك مِنْ خَلْقِك.
– اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابة ، وهذا الجهد وعليك التكلان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
– ذي الحبل الشديد والأمر الرشيد أسألك الأمن يومَ الوعيد ، والجنة دار الخلود ، مع المقربين الشهود ، والركع السجود ، والموفين بالعهود ، إنك رؤوف ودود ، أنت تفعل ما تريد ، سبحان الذي تعطَّف بالعز وقال به ، سبحان الذي لبس المجد وتكرم به ، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له ، سبحان ذي الفضل والنعم ، سبحان ذي العزة والكرم ، سبحان الذي أحصى كل شيءٍ بعلمه.
– اللهم اجعل لي نوراً في قلبي ، ونوراً في قبري ، ونوراً في سمعي ، ونوراً في بصري ، ونوراً في لحمي ، ونوراً في دمي ، ونوراً في عظامي ، ونوراً من بين يدي ، ونوراً من خلفي ، ونوراً عن يميني ، ونوراً عن شمالي ، ونوراً من فوقي ، ونوراً من تحتي ، اللهم زدني نوراً ، وأعطني نوراً ، واجعل لي نورا.ً
استجابة الدعاء في قيام الليل
يعتبر الدعاء واحداً من أهم أنواع العبادات التي تقرب المسلم من الله –عزَّ وجل-، والتي تضفي نوعاً من الراحة والسكينة على قلب المؤمن، فمن يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء في كل صغيرة وكبيرة، يؤمن في قرارة نفسه بأن الله تعالى هو الوحيد القادر على تحسين أحواله نحو الأفضل، وأن كل ما يأتي من عنده خير.
هذا وحده كفيل بامتلاء قلب المؤمن بالاطمئنان، فمهما أصابه من همٍّ، وغمٍّ، وحزن، ومصائب، وظلم، فإنه يعلم أن هناك ربَّاً يراه، ويرعاه، فيستطيع بذلك تجاوز الآثار النفسية السيئة الناتجة عمَّا ألمَّ به، والتي قد لا يستطيع غيره تجاوزها.
للدعاء أثناء قيام الليل ميّزة خاصة، نابعة من أن قائم الليل آثر القرب من الله تعالى على الراحة الدنيوية الزائلة، ومن أهم ما أخبرنا به الشرع الشريف عمَّا اختصَّ به الله تعالى من يقوم الليل استجابة الدعاء، ولا غرابة في ذلك، فقد استحقَّ هذا الإنسان ذلك عن جدارة.
من أبرز الآثار النبوية الواردة التي نقلت إلينا هذا المعنى، قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، في الحديث الذي يرويه جابر بن عبد الله –رضي الله عنه-: (إنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ الله خَيْراً مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إلَّا أَعْطَاهُ إيَّاهُ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ).
هذا يؤكد على أن الليل هو من أفضل أوقات اليوم التي إن التزم المسلم بعبادة الله تعالى فيها سعد في الدنيا والآخرة، هذا وتبدأ فترة قيام الليل من بعد انتهاء صلاة العشاء، إلى أن يطلع الفجر، أما أفضل الأوقات فتكون في آخر ثلث من الليل، لهذا فمن المستحسن أن يكثر الإنسان من الدعاء في هذه الفترة من الليل، بالإضافة إلى الفترات الأخرى -إن استطاع ذلك-.
كان الصالحون ولا يزالون إلى يومنا هذا يحرصون على قيام الليل، والدعاء في هذه الساعات المباركة، وأول هؤلاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الذي علَّمنا ضرورة أن يفرد المرء جزءاً من وقته ليلاً من أجل أن يرتقي روحياً،
فيعلو في منزلته عند الله تعالى، وينال رضوانه، فيصير مصدراً من مصادر الخير والبركة -بإذن الله تعالى- إن هو أخلص في العبادة، ووجه جوارحه وحواسه إلى الله.
فضائل قيام الليل
حثّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام المسلمين في أكثر من حديث على قيام اللّيل وبيّن فضيلته وثماره، ويمكن أن نوجز هذه الثّمار والفوائد فيما يلي :
قيام اللّيل هو شرف المسلم في الدّنيا؛ ففي الحديث الشّريف أنّ جبريل عليه السّلام أتاه فذكر له أمورًا من بينها ذكر قيام اللّيل وأنّه شرف المؤمن في الدّنيا.
قيام اللّيل هو اقتداء بالصّالحين من قبل، فقد حرص الأنبياء والصّالحون قديمًا على فضيلة قيام اللّيل لما لها من أجرٍ كبير وفوائد جمّة.
يقرّب العبد إلى ربّه جلّ وعلا، فالمسلم حريصٌ على أن يتقرّب من الله تعالى بالأعمال الصّالحة والنّوافل من العبادات، وإنّ قيام اللّيل مما يحقّق له هذه الغاية السّامية .
يكفّر السّيئات ويمحو الخطايا ويرفع الدّرجات؛ فقيام اللّيل يعدّ من نوافل العبادات التي تكفّر خطايا المسلم وذنوبه، كما أنّه يرفع في درجاته عند الله تعالى ويزيد حسناته في الميزان .
ينهى عن الفحشاء والمنكر، فصلاة اللّيل تبقي المسلم على صلة بربّه جلّ وعلا وبالتّالي تقوّي إيمانه وتزيد خشوعه وتحصّنه من الوقوع في الفواحش والمعاصي .
قيام الليل صحّة للجسد ووقاية من الأمراض، فلا شكّ بأنّ البدن الذي يتعوّد على الرّاحة والكسل هو بدنٌ ضعيف يكون عرضةً لهجوم الجراثيم والأوبئة، بينما يقوّي الحرص على الصّلاة في اللّيل جسد المسلم ويشحن عزائمه، ويوقظ خلاياه بذكر الرّحمن وتلاوة القرآن.
فوائد قيام الليل في استجابة الدعاء
لا شكّ بأنّ قيام اللّيل له ثمارة وفوائده في استجابة الدّعاء
ففي الحديث الشّريف عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام ذكر نزول الله سبحانه وتعالى إلى السّماء الدّنيا في الثّلث الأخير من اللّيل
حيث يُنادي جلّ وعلا هل من مستغفر فاغفر له، هل من داعٍ فأستجيب له، وهذا الأمر لا يدرك ولا يتأتّى بالأماني، وإنّما قيام اللّيل حيث مظنّة استجابة الدّعاء، وتوفّر أسبابه بالتّعرض لرحمات الله ونفحاته .
نتمنى ان تنال هذة المقاله علي أعجابكم وللمزيد زورو موقع لحظات