سأتحدث معكم عن عبد الرحمن شكري  يعتبر عبد الرحمن شكري عمود من أعمدة مدرسة الديوان وكان رفيق كلاً من عباس محمود العقاد وإبراهيم عبد القادر المازني، ويعتبر صاحب الصيت العالي في تاريخ الأدب العربي الحديث حيث كان شديد الحرص في أشعاره على إظهار فخامة وجمال اللغة العربية الفصحى بالإضافة إلى كونه ناقد لا مثيل له في الأدب العربي الحديث. للمزيد من المعلومات زورو موقعنا موقع لحظات

 

 

نشأته وحياته

ولد عبد الرحمن شكري في عام 1886 وهو من مواليد مدينة بورسعيد الباسلة، ذهب إلى الكتاب ثم إنتقل إلى المدرسة الإبتدائية وبعدها ذهب إلى الإسكندرية والتحق بمدرسة رأس التين الثانوية وبعدها ذهب إلى جامعة القاهرة والتحق بكلية الحقوق.

كان شاعرا وطنياً كبيراً لدرجة أنه تم فصله من الكلية وذلك لأنه كان كثير الإشتراك في المظاهرات التي كان يسخط فيها على الإحتلال البريطاني لمصر، تعرف عبد الرحمن شكري على المازني الذي قدمه لصديقه العقاد وأستطاعوا تكوين ثلاثي متماثل في التجديد للشعر والأدب، تم تسميتهم “بمدرسة الديوان” التي كانت تكشف عن مبادئ الأدب الإنجليزي.

تعرضه للظلم

بعد أن قام عبد الرحمن شكري بكتابة قصيدته التي بعنوان “أقوام بادوا” غضب منه رؤساءه في العمل حيث كان يعمل في التربية والتعليم كمدرساً لمادتي التاريخ واللغة الإنجليزية حيث أن هذه القصيدة تسببت في عدم ترقيته وذلك لأنه لم يقوم فيها بمدحهم ولم يكتفوا بعدم ترقيته بل قاموا بإعطاءه مبلغ بسيط عندما تم إحالته للمعاش.

قرر بعد ذلك رفض فكرة الزواج وقام بحرق كل ما لديه من مؤلفات ودواوين ونتيجة لذلك أصيب بشلل جعله في عزلة تامة وأضطر بعدها إلى أن يذهب إلى الإسكندرية حتى لا يرى ولا يتعرض لظلم البشر.

العقاد وعبد الرحمن شكري

كان العقاد شديد الحب لعبد الرحمن شكري لدرجة أنه قام بكتابة مقالة تم نشرها بمجلة الهلال وذلك بعد وفاته يتحدث فيها عن كيفية لقاءه به مادحاً له ولأشعاره وكان العقاد متأثراً بوفاته حيث توفي عبد الرحمن شكري عام 1958 عن عمر يناهز 72 عام.

خواطر وأشعار عبد الرحمن شكري

تعلمني الأقدار أن أرحم الورى فقلبي لكل العالمين رحيم وأنظر في نفسي وأعرف عذرهم على شرّهم داء النفوس قديم وإن جميع الناس أهلي وإخوتي وإن كان فيهم جارم وذميم.

إن الحياة جمالها وبهاؤها هبة من النجباء والشهداء الحالمون بكل مجد خالد سامي المنال كمنزل الجوزاء الغاضبون الناقمون على الورى هبوا هبوب الصرصر الهوجاء الخالقون المهلكون الشارعون المرسلون بآية عزاء آي الجلالة والذكاء ميعها فيهم على السراء والضراء فلئن أصابهم الزمان بمهلك قبل ابتناء منازل العلياء فحياتهم وفعالهم ودماؤهم مثل الهدى وكواكب الإسراء.

إذا ما أصاب العبد في بعض فعله فما الفضل إلا للذي هو آمره وإن أخطأ الحر الأبي فإنه لأفضل من عبد تهون مصادره فلا تحسد العبدان مجداً مؤثلاً بناه لهم رب طغاة أوامره وهل يرفع الإنسان فضل أصابه إذا كان يزجيه إلى الفضل زاجره فيا رُبّ مجد في الإباء مشيد وإن لم تبن للصاغرين مآثره.

وقديماً جن القوي بما طاع له من تزلف الضعفاء وضعوه في منزل الله كفراً فطغى واستباح سفك الدماء ورأى الخير والفضيلة ما شاء وإن كان من أذى الأدنياء ورأى الشر والكبائر ما عاف وإن كان سيرة الأبرياء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *