عمل صابون طبيعي

إن الصّابون منتج يُستخدم عند إذابته بالماء لإزالة الأوساخ عن الأجسام الصّلبة مثل جلد الإنسان، والملابس، وغيرها. كيميائياََ يمكن إطلاق مفهوم الصّابون على أي مركّب ينتج عن تفاعل حمض دهني غير قابل للذوبان في الماء مع قاعدة عضويّة أو معدن قلوي. وقد صنع الإنسان الصّابون من الدُّهون الحيوانيّة، والزّيوت النّباتيّة، ويُعتقد أنّ أصل كلمة الصّابون (بالإنجليزية: Soap) هو كلمة “saipo” التي أطلقها السّلت (جماعة أوروبيّة) على الصّابون الذي صنعوه من الدّهون الحيوانيّة، ورماد النّبات. ويوجد حالياََ العديد من الأنواع المختلفة من الصّابون، مثل صابون الحلاقة، وصابون الاستحمام، وشامبو الشعر، وصابون غسل الأطباق وغيرها.

صنع الصّابون في البيت

يُفضل الكثير من الناس شراء الصّابون من الأسواق، ويُفضل البعض أن يصنع الصّابون الخاص به بيده، ويبرّر ذلك بأنّ استخدام المنتج الذي تصنعه بيدك له سحر خاص، ومع توفّر المعلومات عن المواد المستخدمة، والخطوات الواجب اتباعها لصناعة الصّابون المنزلي أصبح من الممكن صنع صابون مميّز، وقليل التكلفة، وبطريقة سهلة في المنزل، وفي ما يأي خطوات صناعة الصّابون:

توفير المواد اللازمة لصناعة الصّابون وهي:
24 أونصة (680.4غ تقريباََ) من زيت الزّيتون.
24 أونصة من زيت جوز الهند.
38 أونصة (1كغ تقريباً) من الدهن النباتي (زيت صلب).
12 أونصة (340.2غ تقريباََ) من هيدروكسيد الصّوديوم وتعرف أيضاََ بمحلول الصّابون.
32 أونصة (907.1غ تقريباََ) من الماء المقطّر.
4 أونصة (113.4غ تقريباََ) زيت عطري حسب الرغبة مثل النّعناع، والليّمون، والورد، أو الخزامى.
ارتداء القفازات والنّظارات الواقيّة للحماية من هيدروكسيد الصّوديوم المعروف بأنه مادة كاويّة.
وضع الكمية المطلوبة من الماء المقطّر في وعاء.
وضع الكمية المطلوبة من هيدروكسيد الصّوديوم في وعاء زجاجي، أو بلاستيكي وإغلاقه بإحكام.
إضافة هيدروكسيد الصّوديوم إلى الماء بحذر، وليس العكس، والتّحريك حتى يتجانس الخليط، وإغلاق الوعاء ووضعه في مكان آمن بعيداََ عن الأطفال، والحيوانات الأليفة، وشطف الملعقة المستخدمة بالتّحريك.
وضع الدّهن النّباتي في قدر على موقدٍ منخفضٍ إلى متوسط الحرارة، مع التّحريك بلطف، وإبعاد القدر عن النّار عندما يذوب الدهن.
إضافة الزّيوت السّائلة إلى الدّهن النّباتي بعد ذوبانه بالكامل.
إضافة مزيج هيدروكسيد الّصوديوم والماء إلى خليط الزّيوت بالتّدريج وذلك عندما تصل حرارة الزّيوت إلى 98 درجة فهرنهايت أي 36 درجة مئويّة تقريباََ، والتّحريك بلطف، في هذه المرحلة ستبدأ عملية التّصبّن (بالإنجليزيّة: Saponification process) ويُقصد بها التّفاعل الكيميائي الذي يحوّل الدّهون، وهيدروكسيد الصّوديوم إلى صابون.
الاستمرار بالتّحريك حتى يتحول المزيج إلى مستحلب، قد تحتاج هذه العملية إلى ساعة من التّحريك اليدوي، أوعدة دقائق باستخدام عصا الخلط الكهربائية.
إضافة العطور، أو الزّيوت الأساسيّة قبل أن يصبح المزيج كثيفاََ، وتحريكه حتى يمتزج الخليط.
إضافة الإضافات المرغوبة مثل التّوابل، والمقشرات الطّبيعيّة، وبتلات الزّهور، والأعشاب، أو زيوت التّرطيب والتّحريك بلطف، ثم إضافة اللّون حسب الرغبة مع التّحريك.
صب الصّابون الخام في قوالب، واستخدام ملعقة مسطّحة للتّأكد من توزيع الخليط بشكل مستوِِ، ثم يُرفع القالب قليلاََ ويُطرق على سطح العمل بلطف للتخلّص من الفقاعات.
وضع الصّابون الخام في مكان دافئ، وآمن حتى تكتمل عملية التّصبّن، ويمكن لف القوالب بمناشف لتدفئة الخليط، ويُترك لمدة 24 ساعة حتى يتصلّب الخليط ويُصبح من الممكن إزالته من القالب وتقطيعه.
غسل جميع الأدوات المستخدمة بالماء السّاخن والصّابون، والحرص على ارتداء القفازات حتى لا تسبب بقايا الصّابون الخام الحروق أو تهيّج الجلد.
بعد تقطيع الصّابون الخام إلى الحجم المطلوب، يُترك لعدة أيام حتى تكتمل عملية التّصبن، ويُصبح آمناََ للاستخدام، ويُفضّل أن يُترك لمدة أربعة أسابيع قبل استخدامه.

صابون الجسم الطبيعيّ

يقدمّ الصابون الطبيعيّ للجسم كل ما يحتاج له من عناصر ومعادن طبيعية مفيدة ومغذيّة للجلد، دون حدوث أيّ تأثيرات جانبية ضارّة على الجلد، ويتوفّر الصابون الطبيعي في الصيدليات والأسواق بعدّة أشكال وأنواع، فمنها السائل ومنها الصلب، ومنها ما هو مصنوع من الزيوت الطبيعية، ومنها ما هو مستخلص من طين البحر الميّت، ومنها ما هو مستخلص من الأعشاب الطبية المنتشرة في الطبيعة، لتقدّم كل منها فائدة محدّدة للجلد، سيكون من الصعب عليك استعمال كل هذه الأنواع للحصول على الفائدة المطلقة للجلد التي تقدمها مجتمعةً مع بعضها البعض، لكن بإمكانك عمل صابون منزلي خاص يقدم لك ما تحتاجه بشرتك من فائدة وتغذية.

طرق عمل صابون للجسم

صابون مبيّض للمناطق الحساسة

لصنع هذا النوع من الصابون نحتاج إلى صابونة اليوكو بالحليب، وصابون غار، وصابون زيت الزيتون أو صابون الحبة السوداء، وملعقة زيت اللوز الحلو، وكوبين من ماء الورد، وكوب واحد من الماء المعقّم.

تبرش قطع الصابون الثلاث في قدر واسع، يترك القدر على درجة حرارة منخفضة حتّى يذوب برش الصابون، مع التقليب المستمر حتّى لا يحترق، ويضاف ماء الورد إلى برش الصابون ويترك ليغلي لمساعدة برش الصابون على الذوبان، مع التحريك المتتابع، يضاف الماء المعقم إلى الخليط بعد ذوبانه بالكامل، ويقلّب معه حتّى يتجانس، يرفع القدر عن النار ويضاف إليه زيت اللوز الحلو، مع التحريك المستمر والمتتالي حتّى يصبح على شكل كريمة، ثمّ يصبّ المزيج الكريمي في قالب مناسب الحجم، ويترك في الفريزر حتّى يجمد، ويمكنك استعماله على جميع مناطق الجسم.

صابون مقشّر ومرطب للجلد

نحتاج إلى قطعة من صابون مرطب، ويفضّل استخدام صابون دوف المرطّب لفعاليته الكبيرة في ترطيب البشرة والجلد، وكوب من السكر الخشن، ويفضّل استخدام السكر البني في حال توفره، وملعقتين كبيرتين من زيت اللوز الحلو، وملعقة كبيرة من زيت الورد، وملعقة كبيرة من زيت الزيتون، وملعقة صغيرة من أحد الزيوت العطرية لإضافة رائحة جميلة على الصابون، وملعقة كبيرة من أحد الأعشاب المفيدة للبشرة أو خليط منها.

يقطع الصابون إلى مكعبات صغيرة متساوية الحجم، تصفّ في وعاء زجاجي، وتوضع في الميكرويف حتّى تذوب بالكامل، ثمّ تضاف باقي المكوّنات إلى الصابون الذائب، وتحرك معه جيداً حتى يتجانس، يصب الخليط في وعاء مكعبات الثلج، ويترك في الفريزر حتّى يتجمّد، يحتفظ بقطع الصابون الناتجة في الثلاجة، وتخرج كل قطعة قبل استعمالها بساعة.

تاريخ صناعة الصّابون

يُعتقد أنّ الصّابون من المنتجات التي عرفها البشر قبل ألفين وثلاثمائة عام على الأقل، وكانوا يستخدمونه في الطّب. وقد استخدم الفنيقيون دهون الماعز، ورماد الخشب لصنع الصّابون قبل الميلاد بستمائة عام وفقاََ للمؤرخ بلينيوس الأكبر(Pliny the Elder)، بينما صنع الكلت -أو السلت (بالإنجليزيّة: Celts)- الصّابون من الدّهون الحيوانيّة، ورماد النّباتات، وسُمي المنتج “saipo” ويُعتقد أنّ صناعة الصّابون انتقلت إلى الرّومان من السّلت، أو من شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط. لم يبدأ استخدام الصّابون للغسل والتّنظيف إلا في القرن الثّاني الميلادي وقد ذكره الطّبيب اليوناني غالينوس (Galen) كدواء وكوسيلة لتطهير الجسم، كما ورد ذكر الصّابون كمطهّر في كتابات العالم جابر بن حيان خلال القرن الثّامن الميلادي.

بدأت صناعة الصابون في أوروبا منذ العصور الوسطى، إلا أنّه كان قليل الاستخدام لدرجة أنّ صندوقاََ من الصّابون أثار الكثير من البهجة عندما قُدّم كهدية لدوقة جويلش في عام 1549م، وفي أواخر عام 1672م أُهديت قطعة من الصّابون لإحدى السّيدات الألمانيات مرفقة مع شرح مفصّل لكيفية استخدام هذا المنتج الغامض. بدأت صناعة الصابون في إنجلترا لأول مرة في نهاية القرن الثّاني عشر، وخلال القرنيَن الثّالث، والرّابع عشر فُرض على صانعي الصّابون دفع ضريبة عن الصّابون الذي يتم تصنيعه، وقد ارتفعت هذه الضريبة لتصل إلى ثلاثة بنسات لكل رطل من الصّابون بعد الحروب النّابوليونيّة، ولمنع إنتاج الصّابون بالخفاء كان جامعو الضّرائب يغطون القدور المستخدمة لصناعة الصابون ليلاً.

في البداية المبكرّة لصنع الصّابون كان الصّابون يُصنع بإذابة الرّماد الذي يحتوي على كربونات البوتاسيوم في الماء، ثم يضاف إليه الدّهن، ويُغلى المزيج، ويضاف إليه الرّماد من جديد، وفي أثناء ذلك يحدث تفاعل كيميائي بين الأحماض الدّهنيّة، والكربونات القلويّة للرماد، ويُسمى هذا التّفاعل الذي ينتج عنه الصّابون “التّصبُّن”. تحولت صناعة الصّابون من الصّناعة اليدويّة للصناعة الآليّة في عام 1790، عندما توصّل الكيميائي ليبلانك (Leblanc) إلى تصنيع رماد الصّودا من محلول ملحي شديد التركيز (بالإنجليزيّة: brine)، وأيضاََ بفضل جهود العالم الفرنسي ميشيل أوجين شيفيرول (Michel Eugène Chevreul) الذي أظهر في عام 1823 أنّ عملية التّصبن هي العملية الكيميائيّة لتجزئة الدّهون إلى صابون، وجلسرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top