دعاء طلب الشفاء من المرض مكتوب

قبل أن نذكر لكم دعاء الشفاء من المرض، دعونا نتطرق سريعا إلى أهم الوسائل التي يمكن للمسلم الاعتماد عليها للصبر على بلاء المرض، وهى:
التسلح بسلاح الإيمان

ذلك السلاح المتين الذي يستطيع الإنسان من خلاله قهر كل شيء يقف أمامه، فالمؤمن يعلم أن المرض ابتلاء من عند الله تعالى، ويعلم كذلك أن أشد الناس بلاء هم الرسل والأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، وذلك كما أخبرنا النبي المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وإن الإيمان بذلك يبعث في النفوس الرضا، لأن الإنسان يكون على ادارك ووعى بأن ذلك مجرد اختبار وابتلاء من رب العالمين له، وأن الصابر على ذلك سوف ينال الأجر والثواب العظيم من عنده تعالى على صبره واحتسابه.

وإن مما يروى في ذلك أن هناك رجلا قال للرسول الكريم يوما يسأله عن معنى الأسقام، حينها ذكر الرسول حال الإنسان المؤمن مع مرضه وكيف يكفر الله به ذنوبه التي اقترفها في حياته، وقد ذكر الرجل للرسول أنه لم يصيبه مرض قط في حياته، فقال له الرسول قم عنا فلست بمؤمن، كما أن هناك حديث نبوي آخر في هذا الصدد وهو (ما يزال البلاء بالعبد في نفسه وماله وأهله حتّى يلقى الله تعالى ما عليه من خطيئة ).

فالخير يتطلب من الإنسان المسلم الشكر، فالشكر سببا من أسباب رضا الله تعالى عن العبد، وكذلك حينما يصاب المسلم بابتلاء معين سواء مرض أو ما شابه ذلك فإن الله يكفر بها عنه خطاياه وذنوبه.

تذكر حال الأنبياء والرسل

يجب أن يذكر المسلم حال الأنبياء والرسل من قبل، وكيف صبروا على بلاء المرض، وعليه أن يقتدى بهم في ذلك، فقد ابتُلي سيدنا أيوب عليه السلام في بدنه حتى ابتعد عنه أقرب الناس إليه، ولكن ذلك لم يبعده قط عن دينه بل ظل متمسكا به وكانت علاقته قوية مع ربه وظل متسلحا بسلاح الإيمان والصبر على البلاء، وقد كافأه الله على صبره على هذا البلاء حينما أتاه الفرج من عنده، فشفاه من مرضه وأمده بالأهل والمال، ومن هنا يتضح أن عاقبة الصبر عاقبة عظيمة لا حدود لها عند المولى، وكما قال في كتابه العزيز (إنّما يُوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب).
الإكثار من الصلاة وذكر الله

يجب على الإنسان أن يستعين على مرضه بالصلاة والإكثار من ذكر الله، فذلك سببا عظيما من أسباب تخفيف المرض، كما أنه يعمل على تقوية قلبه ورحه ويزيد من تعلقه بالواحد الصمد، كما أنه يعزز الجانب الإيجابي في حياته ويشغله عن التفكير السلبي الذي يتجلى في القنوط والجزع واليأس من رحمة الله وبالتالي القيام بتصرفات وأفعال قد تكون عاقبتها وخيمة وتكون من أسباب غضب الله.
أدعية الشفاء من المرض

إن الدعاء هو السبيل الوحيد الذي ترفع به الابتلاءات والمحن، كما انه من أفضل العبادات التي يؤديها المسلم في حياته، لذلك يجب على كل مريض التوجه إلى الله بالدعاء حتى يرفع عنه ما هو فيه، واليكم الأدعية التالية:

عن عائشة رضي الله عنها، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأصبعه هكذا، ووضع سفيان سبابته في الأرض ثم ّرفعها وقال‏:‏ ‏”‏بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفي سقيمنا، بإذن ربّنا‏”‏ ‏(‏‏(‏متّفق عليه‏)‏‏).

‏ عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم الله عليه وسلم كان يعود بعض أهله يمسح بيده اليمني ويقول‏:‏ ‏”‏اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف، أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً” ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏.

عن أنس، رضي الله عنه أنّه قال لثابت رحمه الله‏:‏ ألا أرقيك برقية رسول الله صلّى الله عليه وسلم ‏؟‏ قال‏:‏ بلى، قال‏:‏ اللهمّ ربّ الناس، مذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلّا أنت، شفاءً لا يغادر سقماً” ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

عن سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه قال‏:‏ عادني رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏”‏اللهم اشف سعداً، اللهم اشف سعداً، اللهم اشف سعداً‏”‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

عن أبي عبد الله عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنّه شكي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم وجعاً يجده في جسده فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ‏”‏ضع يدك على الّذي تألّم من جسدك وقل‏:‏ بسم الله -ثلاثاً- وقل سبع مرات‏:‏ أعوذ بعزّة الله وقدرته من شرّ ما أجد وأحاذر” ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

عن ابن عبّاس، رضي الله عنهما، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال‏:‏ ‏”‏من عاد مريضاً لم يحضره أجله، فقال عنده سبع مرات‏:‏ أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك‏:‏ إلّا عافاه الله من ذلك المرض‏”‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي.

عن ابن عبّاس أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم دخل على أعرابيّ يعوده، وكان إذا دخل على من يعوده قال‏:‏ ‏”‏لا بأس، طهور إن شاء الله‏”‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنّ جبريل أتي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال‏:‏ يا محمّد اشتكيت‏؟‏ قال‏:‏ ‏”‏نعم‏”‏ قال‏:‏ بسم الله أرقيك.

عن سعيد الخدري وأبي هريرة، رضي الله عنهما، أنّهما شهدا على رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنّه قال‏:‏ ‏”‏من قال‏:‏ لا إله إلا الله والله اكبر، صدقه ربّه، فقال‏:‏ لا إله إلّا أنا وأنا أكبر‏.‏ وإذا قال‏:‏ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال‏:‏ يقول‏:‏ لا إله إلّا أنا وحدي لا شريك لي‏.‏ وإذا قال‏:‏ لا إله إلا الله له الملك وله الحمد، قال‏:‏ لا إله إلّا أنا لي الملك ولي الحمد‏.‏ وإذا قال‏:‏ لا إله إلا الله ولا حول ولا قوّة إلا بالله، قال‏:‏ لا إله إلّا أنا ولا حول ولا قوّة إلا بي‏”‏ وكان يقول‏:‏ ‏”‏من قالها في مرضه ثمّ مات لم تطعمه النّار‏”‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن‏)‏‏)‏.

وبذلك نكون قد وفرنا لكم أدعية الشفاء من المرض، ونرحب بأي استفسار أو تعليق اسفل المقالة التالية، سائلين المولى عزوجل أن يشفى مرضانا ومرضى جميع المسلمين أجمعين شفاء عاجلا غير آجلا.